مدونة آسو
تركيا تغلق محطّة علوك وتحرم 800 ألف مدنيّ من المياه
تحت عنوان “العطش يخنق الحسكة” أطلقت مجموعة من النشطاء حملة على وسائل التواصل الاجتماعي للضغط على تركيا، والفصائل المسلّحة الموالية لها لإعادة تشغيل محطّة علوك، وإيصال المياه إلى مدينة الحسكة.
في منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر 2019، تمكّنت القوات التركية بمساندة فصائل المعارضة السورية الموالية لها من بسط سيطرتها على مدينة رأس العين (سري كانيه) وعلى محطة مياه “علوك” بشكل كامل.
ومنذ سيطرة القوات التركية على المحطة تشهد مدينة الحسكة أزمة حادة في تأمين مياه الشرب، وانقطاعاً متكرراً لها بسبب إغلاق تركيا محطة “علوك” للمياه التي تُعدّ المصدر الوحيد لمياه الشرب لحوالي 800 ألف شخص، بالإضافة إلى كونها المصدر الرئيسي لنقل المياه بالشاحنات لمخيمات الهول، والعريشة والتوينة بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ما دفع سكان الحسكة والأرياف التابعة لها الاعتماد على مصادر مياه غير آمنة حيث تقول منظمات إنسانية العاملة في المنطقة إن بدائل ضخ المياه من محطة مياه العلوك غير كافية.
تجلب المنظمات الإنسانية حالياً صهاريج مياه في عملية متقطّعة وتستغرق وقتاً طويلاً. بحسب تقرير صادر عن مجموعة تعمل على تأمين المياه، والصرف الصحي في شمال شرقي سوريا، يوفر نقل المياه بالصهاريج أقل من 50% من احتياجات السكان، فضلاً عن كلفتها الكبيرة. وقال أحد عمال الإغاثة إن المياه المنقولة بالصهاريج أدنى جودة بكثير من المياه التي يتم ضخها، ما يؤثر على توفر مياه الشرب.
بينت المؤسسة العامة لمياه الشرب في محافظة الحسكة أن الكميات الواردة من مشروع علوك انخفضت إلى النصف نتيجة تحكم قوات التركية بمحطة علوك المصدر الوحيد لمياه الشرب لأغلب مناطق المحافظة.
وأوضح مدير مؤسسة المياه المهندس محمود العكلة في تصريح لوكالة سانا أن كميات المياه التي يتم ضخها من مشروع علوك بريف رأس العين باتجاه خزانات منطقة الحمة تقارب الـ40 ألف متر مكعب يومياً، وهي نصف الكمية التي يضخها المشروع حيث يتم حالياً تشغيل مضختين إلى ثلاث مضخات مياه في المشروع من أصل عشر ما يؤثر بشكل كبير على الكميات المنتجة.
طالبت العديد من المنظمات الدولية تركيا بذل كل جهدها لاستئناف توريد المياه من محطة ضخ المياه في العلوك حيث أصدرت “هيومن رايتس ووتش” تقريراً في 31 أذار/ مارس قالت فيه “إن تقاعس السلطات التركية عن ضمان إمدادات مياه كافية لمناطق سيطرة الأكراد في شمال شرقي سوريا يضر بقدرة المنظمات الإنسانية على تجهيز المجتمعات الضعيفة لحمايتها، في ظل انتشار فيروس “كورونا” الجديد المسبب لوباء “كوفيد-19″ العالمي. ينبغي للسلطات التركية بذل كل جهدها لاستئناف توريد المياه من محطة ضخ المياه في العلوك”.
قال مايكل بيج، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: “في خضم وباء عالمي يثقل كاهل أنظمة حكم وبنى تحتية متطورة، قطعت السلطات التركية إمدادات المياه عن المناطق الأكثر ضعفا في سوريا. ينبغي للسلطات التركية بذل جهدها لاستئناف إيصال المياه إلى تلك المجتمعات فوراً”.
استنكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) قطع المياه المغذية للمدن الواقعة شمال شرقي سوريا، واعتبرت أن الإجراء ليس الأول من نوعه ويعرّض حياة نحو نصف مليون شخص للخطر لاسيّما في الوقت الذي يبذل العالم جهوداً لمكافحة فيروس كورونا قبل أن ينتشر.
وفي بيان صدر في 23 آذار/مارس، قالت فران إكويزا، ممثلة يونيسف في سوريا “إن تعطيل محطة المياه في خضمّ الجهود الحالية لاحتواء انتشار فيروس كورونا يضع الأطفال وأسرهم في خطر غير مقبول”.
تمّ إنشاء محطة علوك لتجميع وضخ المياه في العام 2010، وذلك بعد شحّ مصادر مياه الشرب في الحسكة وأريافها، إذ تمّ حفر (30) بئراً إرتوازياً بالقرب من قرية “علوك شرقي” (10 كم شرقي مدينة رأس العين/سري كانيه) باستطاعة ضخ تبلغ حوالي (175) ألف متر مكعب من المياة الصالحة للشرب يومياً.
وتضم المحطة خزان مياه تبلغ سعته (25) ألف متر مكعب، و (12) مضخة كبيرة، تقوم بضخّ المياه عبر خطوط نقل بطول (67) كيلو متر لإيصالها إلى محطة مياه “منطقة الحُمة” بريف الحسكة الغربي، ومنها إلى التجمعات السكانية.
بهدف إيجاد مصدر جديد لمياه الشرب، بدأت مديرية المياه في مقاطعة الحسكة بمشروع “الحمة” ليكون البديل عن محطة “علوك” لتخفيف معاناة الأهالي من قلّة المياه في المدينة، ويتضمن المشروع حفر50 بئراً في محطة “الحمة” لضخ المياه منها إلى مدينة الحسكة وريفها.
وأكدت سوزدار أحمد الرئيسة المشتركة لمديرية المياه في مقاطعة الحسكة في تصريح لوكالة “هاوار” اليوم بأنه ستصل المياه لأحياء مدينة الحسكة خلال يومين بعد دخول 20 بئر جديد في الخدمة ليصبح المجموع 25 بئراً وقد تم تشغيل 5 آبار منذ الأول من آب الجاري.
وأضافت “في الفترة المقبلة سيتم تشغيل الـ 25 بئراً المتبقية، استطاعة كل بئر 20 متر مكعب من المياه في الساعة، أي ستضخ الآبار 500 متر مكعب خلال ساعة”.
للقراء من المصدر هنا