Connect with us

مدونة آسو

“ربيع السلام” عام على الاحتلال: المهجرون يحتفظون بمفاتيح منازلهم على أمل العودة

نشر

قبل

-
حجم الخط:

“لا أحد يريد العيش بعيداً عن منزله” أولى الكلمات التي نطقت بها “ميديا خالد” المهجرة من مدينة سري كانيه / رأس العين، حين التقينا بها ضمن سلسلة من اللقاءات التي قامت بها شبكة آسو الإخبارية مع المهجرين قسراً من مدينتي سري كانيه وتل أبيض، في ذكرى احتلال المدينتين من قبل تركيا بعملية سمية “ربيع السلام”.

تعيش “ميديا” مع عائلتها في منزل متواضع بمدينة الدرباسية، وسط ظروف معيشية سيئة خلفتها الحرب التركية على مدينة سري كانيه قبل عام، فتحمل “ميديا” على ظهرها حقيبة من الذكريات الأليمة، تحدثنا عن آخر لحظات خروجها من المدينة، وهي تاركة خلفها حياة مليئة بالتفاصيل والحكايا، بدءاً من الطفولة وصباها وانتهاءً بذكريات أطفالها الذين فروا من موت كان يلاحقهم.

حال يشبه بعضه لكل من تهجر إثر العدوان التركي، في مكان أهر يراقب “حمزة” أطفاله الستة، وهم يلعبون في حديقة منزل قام باستئجاره بمدينة كوباني بعد فرارهم من الموت من مدينة تل أبيض.

لحظات الخروج من المدينة لا تفارق ذاكرة “حمزة” وهو يستذكر كيف تعرضوا لرصاص الجيش التركي والفصائل السورية الموالية، التي احتلت المدينة وأريافها، وعن مسافة خروحهم من المدينة يقول “حمزة” إنه فقد عمله ومنزله، وإن جل ما يتمناه أن يتمكن من العودة إلى مدينته مجدداً.

لم يتمكن أولئك المهجرون/ات من الاحتفاظ بما يملكون، فحملوا مفاتيح منازلهم طيلة رحلة النزوح والتهجير بأمل أن يعودوا مجددا ويفتحوا أبواب منازلهم.

لأهمية رمزية مفاتيح العودة، أصبح عنوان “مفاتيح بيوتنا لا تصدأ” لحملة أطلقتها مجموعة نشطاء من مدينة سري كانيه / رأس العين، منذ أيام قبل حلول ذكرى سنوية احتلال المدينة.

ويقول “عزالدين صالح” أحد المشرفين على الحملة لشبكة آسو الإخبارية، إن اختيار هذا العنوان جاء لما تحمله هذه المفاتيح من رمزية لأهالي المدينة التي سرقت ونهبت منازلهم، كما تغيرت أقفالها وسرقت أبوابها، رغم ذلك لازالوا يحتفظون بتلك المفاتيح على أمل العودة يوماً ما.

ولم تقتصر الحملة على فكرة الاحتفاظ بمفاتيح المنازل، إلا أنها شملت وسوم أخرى عديدة تتناول قضايا مختلفة مرتبطة بمعاناة عاشها أهالي المدينة بعد احتلالها، كان أهمها التغيير الديموغرافي التي تتعرض له المنطقة في ظل الاحتلال التركي.

يقول “صالح” إن سري كانيه كانت تتميز بفسيفساء سكاني خاص، حيث كانت تحتضن شعوب بأديان وطوائف وقوميات مختلفة، كما أنها كانت رمزاً للتعايش السلمي، إلا أنها بدأت تفقد هذا التنوع وسط انعدام الأمان، مما دفعهم لأن تكون إحدى وسوم الحملة تحت عنوان “مدينة التعايش تفقد ألوانها.

وتصدرت الحملة وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كانت فرصة للمهجرين/ات من المدينتين لمشاركة معاناتهم ومآسيهم والانتهاكات التي مورست بحقهم، كما أتاحت المجال أمامهم للتعبير عن رفضهم لهذه الانتهاكات، كما قام الكثيرون بمشاركة صور وفيديوهات لمدينة سري كانيه لتحاكي واقع جمال المدينة قبل تعرضها للاحتلال، بحسب “صالح”.

في التاسع من تشرين الأول 2020 يمر عام على احتلال مدينة سري كانيه / رأس العين وكري سبي / تل أبيض من قبل تركيا والفصائل السورية الموالية لها، عام من الجرائم بحق الإنسانية وانتهاكات يومية، وانفجارات متتالية خلفت المئات من الضحايا.

عام من التغيير الديموغرافي الذي عملت عليه تركيا بكل إمكانياتها والتي وثقته مئات التقارير المحلية والدولية بما فيها تقارير صدرت عن منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، ولجنة التحقيق الدولية حول سوريا.