أخبار وتقارير
استياء بين أبناء سري كانيه من فرض الالتحاق بواجب الدفاع الذاتي
هُجّروا فاضطروا للبحث عن حياة جديدة… معيلون لأهلهم في ظرف اقتصادي صعب…
سلمان الحربي
تحرير (س.م)
“لانهرب من واجب الدفاع الذاتي، فهو هام لحماية منطقتنا، لكننا هجرنا من مدينتنا، كنا نتمنى أن نقوم بواجب الدفاع فيها، واليوم أصبحنا ملزمين برعاية وإعالة عوائلنا المهجرة من أرضنا المحتلة، في ظل واقع اقتصادي صعب”..
بهذه الجملة ومحتواها حاول أبناء سري كانيه أن يوصلوا رسالة فيها احتجاج على سوقهم للتجنيد الإلزامي، ليظهروا بذلك نية أنهم لا يتهربون من واجبهم، بل أنهم التزموا بواجبات جديدة فرضتها الحياة عليهم، تتطلب أن يعملوا عليها..
بدأت منذ أيام حملة من شباب سري كانيه / رأس العين، شاركها أبناء المدينة، تتعلق بقرار فرض الالتحاق بواجب الدفاع الذاتي في شمال شرق سوريا على أبناء مدينة سري كانيه، لكن القرار لاقى استياءً شعبياً واسعاً في الأوساط الاجتماعية ووسائل التواصل، وذلك بعد مرور عام على تأجيلهم بسبب ظروف التهجير من أرضهم المحتلة.
وأكد الشباب الذين تمت مقابلتهم من قبل شبكة آسو الإخبارية، أن الإدارة الذاتية لم تقم بمراعاة الظروف التي فرضها عليهم التهجير القسري، واحتلال مدينتهم وأريافها.
فضل غالبية الشباب الذين تمت مقابلتهم أن يتم طرح اسمهم باسماء مستعارة رغبة منهم، فيقول “شيار محمد” (29 عام) إن قرار فرض التحاق أبناء سري كانيه بواجب الدفاع الذاتي “مجحف” هكذا وصف القرار الذي يشمله وهو مهجر من سري كانيه.
وشيار أب لطفل رضيع ومعيل لعائلته التي تعاني ظروفًا معيشية قاسية بسبب التهجير وخسارة عائلته كل ما تملك في رأس العين.
ويعيش شيار وعائلته اليوم في مدينة قامشلو / القامشلي في منزل يصل إيجاره الشهري لمائة ألف ليرة سورية، فيقول وهو في حيرة “كيف سألتحق بواجب الدفاع الذاتي وترك عائلتي دون معيل، من سيتكفل بتأمين قوت عائلتي!”.
ليس “شيار” وحده من يحاول إيصال اسئلته للإدارة الذاتية ليلقى الجواب، أيضًا “محمد شيروان” من أهالي سري كانيه، يطالب الإدارة الذاتية بتحمل واجبها اتجاه المهجرين من أبناء سري كانيه وتخفيف أعباءهم لا الزيادة فيها، ثم يشرح “محمد شيروان” واقع الأهالي فيقول “أهالي سري كانيه منقسمين بين مهجرين يعيشون في المخيمات ومهجرين يعيشون في مدن مختلفة “فلا مراكز الإيواء مخدمة بشكل جيد لهم، ولا المدن التي هجروا إليها ساهمت بتخفيف عبئهم ويقصد ارتفاع سعر الايجار والغلاء الذي تعيشه المنطقة”، ثم يطرح سؤالًا أشبه بسؤال شيار “هل يمكن في هكذا ظرف لي وأنا معيل أن التحق بواجب الدفاع الذاتي”.
وكان شباب من رأس العين قد أطلقوا خلال الأيام الماضية حملة على وسائل التواصل الاجتماعي بشعار “رأس العين / سري كانيه: أوقفوا التجنيد الاجباري بحق ابنائها”، وقد لاقى الشعار انتشارًا وسط أبناء المدينة.
مطلب الشباب من أبناء سري كانيه بحسب ما حاولوا إيصاله عبر شبكة آسو الإخبارية، أن تقوم هيئة الدفاع في شمال شرق سوريا، بإعادة دراسة قرار سوق أبناء سري كانيه لواجب الدفاع الذاتي، مطالبين بمنحهم الإعفاء من واجب الدفاع الذاتي، ومراعاة الظروف القسرية والقاسية التي ألزمتهم على التهجير والبحث في حياة بديلة في ظروف صعبة لاستمرار حياتهم..
ويتوزع أهالي سري كانيه في مدن مختلفة في تل تمر والدراسية وعامودا والحسكة وقامشلو وصولًا لديريك / المالكية.
وكان أهالي المدينة قد تم تهجيرهم منذ العدوان التركي والجيش الوطني السوري على سري كانيه في شهر تشرين الأول 2019، أسفر العدوان عن احتلال المدينة وتهجير أهلها.
يذكر أن مكتب الدفاع لشمال وشرق سوريا كان قد أصدر قراراً ينص على منح المكلفين من أبناء المناطق المحتلة (سري كانيه وتل أبيض وعفرين) استثناءً بتأجيلهم من واجب الدفاع الذاتي لعام كامل، وهي مدن هجر أهلها بعد احتلال تركيا لها.
لكن الظروف المعيشية والاقتصادية والتزام الشباب بإعالة عوائلهم يتطلب منحهم حق البحث عن تأمين لقمة العيش لأهلهم، بينما معظم الشباب كما تحدثوا للشبكة في حال التحاقهم بواجب الدفاع الذاتي، لن يكون هناك معيل لعوائلهم.
وحاولت شبكة آسو الإخبارية التواصل مع مكتب هيئة الدفاع في شمال شرق سوريا، دون رد، وستعمل الشبكة على التواصل مع الهيئة لتبيان رؤيتها.
*الصورة من أرشيف الشبكة