Connect with us

أخبار وتقارير

استمرار إغلاق معبر اليعربية يحرم سكان شمال وشرق سوريا من المساعدات الطبية والإنسانية

نشر

قبل

-
حجم الخط:

سلمان الحربي
قرر مجلس الأمن أمس، الجمعة، وبضغط من روسيا تمديد العمل بآلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى فقط إلى سوريا لـ 6 أشهر قابلة للتمديد.

وجاء مشروع القرار الروسي في مواجهة قرار آخر قدمته إيرلندا والنرويج في 26 يونيو/ حزيران الماضي، يقترح تمديد تفويض إيصال المساعدات عاماً واحداً، وإعادة تفويض معبر تل كوجر/ اليعربية على الحدود العراقية، لمدة عام.

وتصر روسيا على عدم فتح منفذ حدودي رسمي بين العراق ومنطقة الإدارة الذاتية لعدم منحها شرعية إضافية، فضلاً عن أنها تستخدم المعبر كورقة ضغط على الجانب الأمريكي للحصول على تنازلات، وتخفيف حدة العقوبات على الحكومة السورية.

ولقي القرار الذي أبقى معبر تل كوجر/ اليعربية مغلقاً، استياءً شعبياً واسعاً في شمال وشرق نظراً لأنه سيحرم نحو 5 ميلون إنسان من لقاح كورونا كوفيد 19 والمساعدات الإنسانية الضرورية.

وقالت نزيهة محمد لشبكة آسو الإخبارية وهي إحدى النازحات من مدينة سري كانيه / رأس العين، إن “منع المساعدات عبر المعابر الحدودية عن المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ، يعتبر جريمة بحقنا” داعيةً الدول إلى ضرورة وضع الخلافات السياسية جانباً والقيام بدورهم الإنساني تجاه المدنيين الذين “لا ناقة لهم ولا جمل” في الصراعات على حد وصفها.

وبدوره قال عزالدين صالح عضو مؤسس في رابطة “تآزر – Hevdestî” لضحايا الاحتلال العسكري التركي لشمال شرق سوريا: إنّ “استمرار إغلاق معبر اليعربية يحرم أكثر من مليون ونصف شخص في شمال شرق سوريا من المساعدات الإنسانية والطبية، من الغذاء والدواء ولقاحات Covid-19 عبر الحدود وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة”.

وبيّن “صالح” أنه لا تصل مناطق شمال شرق سوريا إلا كمية قليلة جدا من المساعدات عبر دمشق، لافتاً إلى وجود مخيمات للنازحين غير مسجلة لدى الأمم المتحدة، كمخيمي “واشو كاني” و”سري كانيه” في الحسكة، ومخيم تل السمن في ريف الرقة، التي تعاني من نقص في المساعدات الإنسانية والطبية.

وقال خالد إبراهيم، الرئاسة المشتركة لمكتب شؤون المنظمات في إقليم الجزيرة لشبكة آسو الإخبارية، إن “قرار استمرار إغلاق معبر اليعربية سيؤثر على المنطقة بشكل سلبي في ظل وجود أكثر من 500 ألف نازح من مختلف مناطق سوريا قصدوا المنطقة نتيجة غياب الأمان في المناطق الأخرى بالإضافة لوجود 12 مخيم للنازحين وأكبرها “مخيم الهول” الذي يضم عوائل تنظم داعش ويصنف ضمن أخطر المخيمات في شمال وشرق سوريا” لافتاً إلى غياب البنية التحتية في المنطقة التي حاربت داعش لسنوات وضعف إمكانات الإدارة الذاتية التي تتعرض لضغوط مستمر من الدولة التركية من انقطاع مياه الفرات ومياه محطة علّوك.

وأكد “إبراهيم” أن الإدارة الذاتية تقف مسافة واحدة من جميع النازحين السوريين لأنهم ضحايا الحرب السورية، ولا تفرق بينهم وفقاً لأي اعتبارات.
وعبّر عن استيائه مما وصفه بـ “تغافل” الأمم المتحدة بالاعتراف بمخيمات نازحي سري كانيه/ رأس العين.

وأشار المسؤول الإغاثي في الإدارة الذاتية، إلى أنّ قرار إغلاق المعبر سينتج عنه توقف عمل المنظمات الإنسانية والطبية في المنطقة وسيصعب دخول المستلزمات الطبية والأدوية واللقاحات في ظل انتشار فايروس كورونا كوفيد 19 في المنطقة الذي “حصد الكثير من الأرواح” على حد تعبيره.

وحذر “إبراهيم” من أن المنطقة باتت تقترب من خط الفقر، وسيؤدي ذلك إلى هجرة الأهالي ويفاقم من أوضاع النازحين الاقتصادية والمعيشية نتيجة إغلاق المعابر الحدودية، بحسب قوله.

ويذكر بأنّ معبر اليعربية الحدودي أو معبر ربيعة هو أحد المعابر الحدودية الأربعة بين سوريا والعراق، ويقع بين مدينة تل كوجر/ اليعربية السورية، ومدينة ربيعة العراقية.

واستعادت قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على مدينة تل كوجر/ اليعربية والمعبر بالكامل أواخر 2013 بعد دحر تنظيم داعش فيها.

وكان مجلس الأمن الدولي ألغى، بضغط روسي، التفويض الممنوح باستخدام معبر اليعربية الحدودي بين العراق وشمال شرق سوريا، في كانون الثاني 2020.

*الصورة من النت