Connect with us

أخبار وتقارير

تداعيات الهجوم التركي هل ستؤدي لاتفاق عسكري بين قسد والحكومة السورية؟

نشر

قبل

-
حجم الخط:

منذ عدة أيام تصدر تصريحات عن النظام التركي بشن عملية عسكرية على مناطق شمال شرق سوريا تحت ذريعة إقامة ما يسميها “المنطقة الآمنة” على حدوده الجنوبية.

ومعظم التصريحات صدرت عن رأس نظام الاحتلال التركي أردوغان أعلن من خلالها نية بلاده بدء عملية عسكرية في كل من منطقتي منبج وتل رفعت الخاضعتين لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

هدف العملية العسكرية كما يدعي نظام الاحتلال التركي هو وجود “تنظيمات إرهابية” في شمال شرق سوريا تشكل مصدر خطر وقلق لتركيا، وأن الولايات المتحدة الإمريكية وروسيا لم تفيا بوعودهما بإبعاد قوات سوريا الديمقراطية عن المناطق الحدودية.

ويرى مراقبون بأن الاحتلال لم يحصل على الضوء الأخضر من الجانب الأمريكي أو الروسي لبدء العملية العسكرية ولا تتعدى الأحداث عن كونها أخباراً متداولة وتصريحات متتالية.

بالتزامن مع هذه التصريحات عقدت قوات سوريا الديمقراطية يوم الثلاثاء 7 حزيران 2022 أجتماعاً طارئًا للمجالس العسكرية التابعة لها وذلك لبحث تداعيات العملية العسكرية التركية في شمال وشرق سوريا.

وأفضى الاجتماع للخروج بعدة قرارات كان أبرزها استعداد قوات سوريا الديمقراطية لحماية المنطقة من الهجوم المحتمل والتنسيق مع الحكومة السورية لصد العدوان التركي في حال تم ذلك.

ويوضح القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي في تصريح أدلى به لوكالة رويترز، إنه بجب على الحكومة السورية استخدام نظام الدفاعات الجوية ضد الطائرات التركية، وأن قسد منفتحة للتعاون مع الحكومة السورية للحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

وأضاف عبدي، إن الهجوم التركي من شأنه أن يؤدي لظهور داعش من جديد فقوات سوريا الديمقراطية لن تكون قادرة للمحاربة على جبهتين، والأولوية في ذلك صد العدوان التركي، وفقا لقوله.

وفي مقابلة أجرتها قناة روسيا اليوم مع الرئيس السوري بشار الأسد قال فيها: “اذا كان هناك غزو تركي للمنطقة ستكون هناك مقاومة شعبية في المرحلة الأولى، عندما تسمح الظروف العسكرية للمواجهة المباشرة بين الجيش السوري والقوات التركية سيحصل هذا الشيء كما حصل منذ عامين ونصف”.

من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية رفضها التام للعملية العسكرية وأوضحت الخارجية في مؤتمر صحفي أدلى به المتحدث باسم الخارجية نيد برايس: “نحن نشعر بالقلق العميق فيما يخص النقاش حول العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا وتداعياتها الكارثية في المنطقة”.

ودعا برايس الأطراف العسكرية للالتزام بإتفاقية وقف أطلاق النار التي تم التفاهم عليها خلال عام 2019.

مصادر محلية أفادت بتعزيز الجيش السوري لمواقع عسكرية جديدة بكل من مناطق منبج وتل رفعت وعين عيسى وذلك بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية.

ويرى مراقبون محليون أن تداعيات الهجوم التركي على المنطقة سيشكل تقارباً بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية على الصعيد العسكري وربما قد يتجاوز هذا الأمر لاتفاق سياسي فقوات سوريا الديمقراطية لا تسعى للانفصال كما تظن الحكومة السورية.

وعلى الصعيد المحلي يعيش سكان المنطقة حالة من الخوف من بدء العملية العسكرية وتلقى العملية رفضاً واسعاً من جميع السكان في شمال شرق سوريا فمعظم المناطق بدأت تعود الحياة إليها من جديد بعد القضاء على تنظيم داعش ويخشى الأهالي أن تعود حياتهم إلى حالة الاضطراب الأمني الكبيرة، وعدم الاستقرار وعودة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، كما كانت عليه في السابق.

ويطالب العديد من أبناء المنطقة القوات الروسية والأمريكية إلزام النظام التركي بالإتفاقية التي جرت في ال 23 من أيلول 2019 والتي أفضت لوقف اطلاق النار وانسحاب قوات سوريا الديمقراطية من مدينتي تل أبيض ورأس العين، وفق ما نص عليه الاتفاق.

وتعاني المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي في شمال سوريا من انتهاكات يومية لحقوق الإنسان، كما تشهد تغييرا ديموغرافيا وتهجير السكان الأصليين ومصادرة ممتلكاتهم، في كل من مدن عفرين سري كانييه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض، التي احتلتها تركيا وفصائل المعارضة السورية المسلحة التابعة لها.