Connect with us

أخبار وتقارير

الفصائل الموالية للاحتلال التركي تنعي زعيم القاعدة أيمن الظواهري

نشر

قبل

-
حجم الخط:

كان لمقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري، بغارة جوية أمريكية، في العاصمة الأفغانية كابول في 31 تموز/ يوليو الفائت، وقعاً كبيراً على العديد من قيادات الفصائل المسلحة التابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وقادة الفصائل المسلحة الموالية للاحتلال التركي، حيث تعد غالبية هذه القيادات من أنصار التنظيم وسبق لهم أن انضموا لجماعات مبايعة له في سوريا قبل أن ينتقلوا لفصائل ما يعرف باسم “الجيش الوطني السوري”.

وكتب الشرعي العام لهيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً “عبد الرحيم عطون” الملقب “أبو عبد الله الشامي” منشوراً عبر قناته على “تيليجرام” يقول فيه “رحم الله الشيخ أيمن الظواهري وتقبله ورفع درجته في المهديين وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا هذا مقام لا نتذكر فيه إلا رجلا عاش لدينه وصاول وقاتل وقاوم وجاهد في سبيله نصف قرن أو يزيد فسجن وعذب وأوذي وهاجر وهُجّر وصبر فرحمك الله يا أبا محمد رحمة واسعة، وأنزل على قبرك شآبيب رحمته وسحائب فضله وأنزل على أهلك وذويك وأحبابك الصبر والرضا وإنا لله وإنا إليه راجعون”

كما نشر “أبو ماريا القحطاني” وهو أبرز قياديي هيئة تحرير الشام عبر قناته على تطبيق “تليجرام”، أبياتاً من الشعر، يرثي فيها الظواهري، فيقول:
فالقـتل في عـرف العدو خسارة
وبعرفنا فـشـهـادة محجوجة

أما “عبد الرحمن الإدريسي” وهو قيادي أمني تونسي الجنسية منشق عن هيئة تحرير الشام والذي يقيم ضمن مناطق سيطرة الفصائل الموالية للاحتلال التركي، فقد كتب منشوراً في قناته على “تيليجرام” يقول فيه “اللهم تقبل الشيخ أيمن الظواهري واحشره مع النبيين والصديقين والشهداء. جبلٌ من جبال الصُّمود والتضحية الذين سيذكرهم التاريخ جيلًا بعد جيل”

إلى ذلك، فقد ترك مقتل الظواهري حالةً من الحزن، بين عدد من قيادات الفصائل المسلحة آنفة الذكر.

وذكر “سعد العلي” وهو اسم مستعار لأحد عناصر فصيل “فرقة السلطان سليمان شاه”، في هذا السياق، لشبكة آسو الإخبارية، إنّ العديد من الشخصيات القيادية ضمن عدة فصائل موالية للاحتلال التركي، عبروا بشكل غير معلن ودون تصريحات، عن حزنهم على مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري.

وأضاف “العلي” أنّ قائد الفصيل المذكور محمد الجاسم، الملقب بـ “أبو عمشة” ترحم على الظواهري خلال اجتماع صباحي لعناصر فصيله في أحد المقرات ضمن منطقة ناحية شيه/ الشيخ حديد، وتحدث لهم عن مناقبه، وعن خسارة ما سماها بـ “الأمة الإسلامية لـ “آخر الشخصيات البارزة جداً في الجهاد”.

وحذر العناصر من احتمالية أن تبدأ الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ عمليات مشابهة، للقضاء على ما اعتبرهم “شخصيات جهادية” في سوريا مثل “أبو محمد الجولاني” زعيم “هيئة تحرير الشام”.

وأشار المصدر السابق، إلى أن غرف الرسائل النصية على تطبيق “واتس آب” الخاصة ببعض الفصائل، شهدت نقاشات عديدة، عقب مقتل الظواهري، عبّر العناصر فيها عن أسفهم واستنكارهم لمقتله على يد الولايات المتحدة التي يعتبرونها دولة أجنبية معادية للجهاديين في سوريا.

كما أكد المصدر أن قيادياً آخر في فصيل “فيلق الشام” ويدعى “أبو حفص العمر” وهو ينحدر من الغوطة الشرقية بريف دمشق، ذكر في منشور له في إحدى “غرف الواتس آب”، إنّ الجهة التي نفذت عملية قتل الظواهري هي عدو “للجيش الوطني السوري”، كما أنها لم توفر جهداً في قتل الكثير ممن وصفهم بـ “الجهاديين”، على حد تعبيره.

ويقول سامي السخيطة، وهو مدرس لغة إنكليزية، يقيم في تركيا، لشبكة آسو الإخبارية، إن سبب حزن هؤلاء القادة، ولا سيما “هيئة تحرير الشام” يعود إلى ارتباطهم العضوي بتنظيم القاعدة.

ويضيف بالقول: “الجميع يعلم بأن قضية فك ارتباط هيئة تحرير الشام بالقاعدة هي مجرد حيلة إعلامية قامت بها الأولى، بالتنسيق مع الأخيرة، من أجل أن تكتسب شرعية، وتقنع الولايات المتحدة الأمريكية بأنها جماعة معتدلة، وبالتالي لتحصل على الدعم في بسط نفوذها على إدلب.

ويستطرد قائلاً: “هناك الكثير من قياديي هيئة تحرير الشام ممن هم على صلة قوية بتنظيم القاعدة ولديهم تاريخ طويل من القتال إلى جانبها في كل من أفغانستان والعراق، أما فصائل الجيش الوطني السوري فتجمعهم بتنظيم القاعدة وحدة الأفكار والمعتقدات والهدف، وعلى الرغم من اختلاف الفصائل مع التنظيم في بعض الجزئيات لكن هي تعتقد ذات معتقدات القاعدة من ناحية الطموح لإقامة “الخلافة الإسلامية” وقمع الأقليات والتكفير”.

كما لفت إلى أنّ العديد من قادة هذه الفصائل، كانوا سابقاً ضمن صفوف تنظيمات قريبة من أفكار القاعدة مثل هيئة تحرير الشام وتنظيم داعش والحزب الإسلامي التركستاني.

وأضاف أيضاً: “ولا ننسى بأن الشرعيين البارزين في الشمال السوري مثل “عبد الرحيم عطون” و”أبو اليقظان المصري” و”المحيسني” وغيرهم، لديهم علاقات مع جميع الفصائل إضافة لهيئة تحرير الشام، وهؤلاء الشرعيون من كبار الموالين لتنظيم القاعدة ولا بد أن لهم تأثيراً كبيراً على عناصر الفصائل”.

ولم يبدِ “السخيطة” استغرابه من تعبير الفصائل الموالية للاحتلال التركي وقادتها، عن حزنهم لمقتل أيمن الظواهري، سيما وأنّ الكثير من أنصار هذه الفصائل عبروا عن حزنهم وأسفهم في وقتٍ سابقٍ، عقب مقتل زعيم تنظيم داعش السابق أبو بكر البغدادي، وخليفته القرشي، على حد قوله.

ويعتقد أن الكثير من قياديي الفصائل يرغبون بالإعلان الرسمي عن تعازيهم، والتعبير عن حزنهم بمقتل “أيمن الظواهري” ولكنهم يخشون أن يصنفوا كجماعات إرهابية.

ويرى آخرون ممن التقت بهم شبكة آسو الإخبارية في الشمال السوري بأنه حتى دولة الاحتلال التركي تؤيد الجماعات الجهادية بشكل غير معلن، فهي من سهلت دخول آلاف الجهاديين إلى سوريا عبر حدودها منذ بداية الأحداث في العام 2011، وتدعم جماعات جهادية حتى هذه اللحظة مثل الحزب الإسلامي التركستاني، وفقاً لقولهم.

وسبق لجيش الاحتلال التركي أن كانت له علاقات جيدة وتنسيق مع تنظيم داعش عندما كان يسيطر على أجزاء واسعة من الحدود مع تركيا قبل القضاء عليه على يد قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي.

والجدير ذكره هو أنّ صفوف فصائل الاحتلال التركي تعجُّ بعناصر وقيادات من جنسيات غير سورية، ولاسيما فصيلي “فيلق الشام” و”أحرار الشرقية” ويوجد بين صفوفها الكثير من العناصر الذين كانوا سابقاً منضويين تحت راية فصائل وجماعات جهادية تكفيرية تحمل نفس فكر تنظيم القاعدة وتدين له بالولاء.