Connect with us

أخبار وتقارير

الذكرى السنوية الخامسة لبدء الهجوم على عفرين

نشر

قبل

-
حجم الخط:

يصادف اليوم، 20 كانون الثاني، الذكرى السنوية الخامسة لبدء العملية التركية، غصن الزيتون، التي نفذتها الدولة التركية بمساندة فصائل الجيش الوطني ضد مدينة عفرين بحجة حماية أمنها القومي.

العملية استمرت مدة 59 يوم، وتعرضت فيها مدينة عفرين لكافة أنواع القصف الجوي والبري خلفت أضرار جسدية كبيرة وأجت لتهجير الألاف من سكان عفرين هربآ من ألة الحرب.

وفي هذا اليوم من عام 2018 خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب جماهيري ليعلن فيه عن استكمال كافة تجهيزاتهم العسكرية لشن عملية عسكرية ضد مدينة عفرين، مباركآ لجيشه وفصائل الجيش الوطني الحرب التي سيخضونها والتي أعلن عنها حينها في تمام الساعة الرابعة من عصر يوم 20 كانون الثاني عام 2018.

وبدأت العملية حينها بتنفيذ العشرات من الغارات الجوية على مواقع عديدة في عفرين لتخلف أضرار مادية وجسدية كبيرة في أول أيام العملية.

وأجرت شبكة آسو الإخبارية بعض اللقاءات مع عدد من سكان مدينة عفرين الذين كانوا شاهدين على الحرب حينها للحديث عن الأيام التي عايشوها حينها تحت القصف العنيف.

تقول إحدى السيدات، فضلت عدم الكشف عن هويتها كونها لا تزال تقطن في مدينة عفرين، “أتذكر هذا اليوم بكل تفاصيله حيث لم نكن نعلم ما بانتظارنا وكانت مدينة عفرين تشهد حالة من الأمن والاستقرار قبل العملية المشؤومة.

وتابعت، في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات خرجت من المنزل بقصد زيارة الطبيب حيث طلب مني الطبيب حينها بعض الصور والتحاليل وبعد الانتهاء من ذلك قمت بالتسوق قليلآ وكانت الساعة حينها حوالي الثالثة والنصف اي قبل البدء بالقصف بنصف ساعة

واستمرت قائلة، حينها بدأ هاتفي يرن وتلقيت مكالمة من المنزل ليخبروني بضرورة العودة للمنزل في الحال، لم أفهم السبب ولكنني أتذكر جيدآ كيف بدأ الناس من حولي يمشون بخطى سريعة لم أكن أعلم ما السبب وعند وصولي للمنزل وحتى قبل سؤالي عن سبب طلبهم مني العودة بهذه السرعة سمعنا صوت قصف قوي جدآ على أطراف عفرين حينها عرفت السبب وأدركت بأن تركيا بدأت بقصف عفرين.

وأكملت حديثها، عقب ذلك بدأ القصف الجوي على مدينة عفرين لم نكن نعلم ماذا بوسعنا أن نفعل وبدأت أصوات صرخات الأطفال والأمهات تتعالى في شوارع المدينة لقد كانت لحظات الهلع والخوف لا تنسى.

الخوف الذي كان في أعين الأطفال حينها لن ننساه قط والقصف الجوي مستمر وبدأت الأخبار حول وقوع الضحايا واستنفرت جميع المشافي في المدينة وبدأت باستقبال الجرحى والضحايا فسبعين غارة جوية مع بداية العملية العسكرية كانت كفيلة بأن تحول مدينة تعم بالأمن والأمان إلى مدينة تنتشر فيها رائحة الموت والخراب.

تقول السيدة، هكذا توالت علينا الأيام بين قصف جوي وبري واجتياح قرى ووقوع العشرات من الضحايا بشكل يومي فمدينة صغيرة مثل مدينة عفرين لم تكن تستحق ما جرى لها حيث خسرنا حينها الكثير من الشبان والشابات ما بين الأطفال وكبار السن.

وبينت أن حتى من تمكنوا من أن يكون بحياد عن كل الأحداث التي جرت في سوريا حينها واحتموا في مدينتهم، لم ينجو من آلة الحرب التركية بحجة حماية حدودها.

وفي لقاء ثاني مع أحد الناشطين الإعلاميين الذي تحدث بدوره لشبكة آسو الإخبارية، حول ما جرى خلال أيام عملية غصن الزيتون حينها قائلآ، مع بدء القصف على مدينة عفرين لم يكن بوسعنا نحن الإعلاميون إلا أن نحمل معداتنا الإعلامية ونوثق الجرائم والفظائع التي كانت تخلفها كل عملية قصف سواء أكان جوي أو بري حتى نتمكن من إيصالها للرأي العام العالمي ونؤكد على ارتكاب جرائم حرب ضد مدينة عفرين حينها.

وتابع مع أول غارة جوية حينها خرجت من منزلي متجهًا لأماكن القصف ولكنني لم استطع الوصول نتيجة القصف المتكرر ومع ذلك قمت بتصوير أعمدة الدخان التي تصاعدت فوق مدينة عفرين حينها فسبعين غارة جوية خلال ساعة واحدة كانت كفيلة بأن تحول سماء المدينة لرماد أسود مخلفًا بذلك عشرات الضحايا والجرحى الذين بدأت أعدادهم تتزايد يومآ بعد يوم.

وتوالت الأيام على عفرين وقراها من قصف جوي إلى مدفعي مخلفة خرابًا كبيرًا، وأصبحت أقوم بزيارة المشافي للاطلاع على أوضاع الجرحى حيث وصل بي الحال إلى المبيت في المستشفى لعدة أيام ونسيت عملي كإعلامي لآساعد في نقل الجرحى ومساعدة الممرضين والأطباء وحتى نقل الضحايا إلى براد المستشفى.

وتابع، لقد كانت تلك الأيام من أقسى الأيام التي عشتها حيث كنا نشيع يوميآ ما لا يقل عن 20 ضحية وسط صرخات الأباء والأمهات والأطفال الذين لم يكونوا يدركون ما يحصل حولهم، وتحولت نظراتهم الطفولية لنظرات مليئة بالخوف والذعر من مستقبل مجهول ينتظرهم.

وفي لقاء ثالث مع أحد سكان مدينة عفرين ممن عايشوا فترة الحرب كلها ولم يخرجوا منها بالرغم مما تعرضت له المدينة من قصف حينها قائ، قصتي كقصة جميع سكان عفرين الذين شهدوا أيام الحرب قبل خمس سنوات ولكن بالنسبة لي لم أخرج من منزلي قط بالرغم من حجم الخوف والذعر الذي عشناه حينها.

وأضاف، ما أريد أن أؤكده بأن الدولة التركية حينها إدعت أنها كانت تستهدف فقط المقرات العسكرية ولكن القصف كان بشكل عشوائي وخاصة في القرى حيث كانت القذائف المدفعية تسقط بين منازل المدنيين وتسببت في وفاة المئات من الأهالي وتهجير الألاف هربًا من القصف العشوائي الذي تنفذه ألة الحرب التركية.

وتابع، في أخر أيام العملية العسكرية وقبل سقوط مدينة عفرين أصبح القصف بشكل جنوني حيث لم نكن نستطيع الخروج من الملاجئ وكانت الحرب طاحنة حينها في ناحية جنديرس التي تعرضت لخراب كبير وخاصة القسم الغربي من الناحية حيث تم تدميره بشكل كامل نتيجة ضربات الطيران والمدفعية إضافة لتعرض أطراف مدينة عفرين وبعض المنشأت فيها للقصف الجوي. آ

وأكمل حديثه، في تاريخ السادس عشر من شهر كانون الثاني حينها أي قبل الاجتياح الكامل لمدينة عفرين وصلت إلي بعض المعلومات بأنه قد تلجأ الدولة التركية إلى استخدام السلاح الكيماوي ضمن المدينة فإضطرت حينها لأخذ عائلتي واللجوء لإحدى القرى القريبة من المدينة ولحسن الحظ أننا خرجنا في تلك الليلة حيث شهدت المدينة حينها حرب شوارع قاسية وتفجير العديد من السيارات والمركبات وحتى المنازل حيث تحولت المدينة لساحة قتال كبيرة.

وتابع، بقينا في القرية ليومين فقط وفي تاريخ التاسع عشر عدنا لمنزلنا في المدينة وهنا كان شعورنا مختلف تمامًا عند الدخول للمدينة، حيث كانت ملامح المدينة متبدلة كليًآ، والخراب منتشر في كل مكان، حتى قطعان الماشية لقيت حتفها على أطراف الطرق نتيجة القصف الجوي، والسيارات والمركبات محترقة وبعضها لا تزال النيران تتصاعد منها وكأننا داخل أحد الافلام السينمائية لم نكن نصدق ما نراه.

و إضافة إلى ذلك كان عناصر الجيش الوطني منتشرين في شوارع المدينة بشكل كبير وجوه غريبة تتجول في شوارعنا تنهب وتسرق على مرأى من أعيننا دون أن نتمكن من فعل أي شيء يذكر حيث أننا كنا في حالة صدمة كبيرة.

وقال، بعد وصولنا لمنزلنا سمعنا اصوات تنادي في الخارج خرجت فأرى ما يحدث فرأيت عدد من المسلحين يلتفون حول جاري يطلبون منه تسليمهم مفاتيح السيارة حيث وجهوا بندقيتهم نحوا صاحب السيارة وتهديده.في حال لم يسلمهم مفاتيح السيارة فسوف يقتلونه.

سرقوا السيارة حينها بكافة أغراضها ولم يسمحوا لهم حتى بإخراج حاجياتهم منها

كل ما ذكره الشهود هو جزء بسيط جدآ لما عاشه أهالي عفرين في تلك الأيام ولا زالوا يعيشونه إلى يومنا هذا من بطش، وممارسات لا إنسانية.