أخبار وتقارير
مباني سكنية في حلب لا تطابق المعايير بعضها انهار والبعض الآخر مهجور
انتعشت حركة البناء في حيي الأشرفية والشيخ مقصود خلال السنوات الأولى من عمر الأزمة السورية، وبات كل مالك منزل، ذو مساحة كبيرة، يقوم بهدمه بالاتفاق مع متعهد بقصد إعادة اعماره على أن يحصل صاحب المنزل القديم على شقتين أو ثلاثة حسب الاتفاق.
وتم بناء عشرات الأبنية السكنية في حيي الأشرفية والشيخ مقصود بعضها تم إنجازه والآخر قد توقف بعد بناء طابقين أو ثلاثة.
وقال مراسل شبكة آسو الإخبارية في حلب، إن الحيين شهدا حركة عمران سريعة خلال السنوات الأولى من الأزمة السورية، ولكن بعد ازدياد الهجمات من قبل فصائل المعارضة المتواجدين في محيط الحيين فقد انخفضت الحركة العمرانية للمباني والتي كان بعضها قيد البناء.
وأضافـ، إن المتعهدين كانوا يقومون ببناء مباني تفتقر لمعايير الجودة المظلوبة، من خلال إنقاص كميات الاسمنت والحديد المسلح الذي يدخل في البناء، وعدم دعم الكتلة الخرسانية بالشكل المطلوب، وبسبب ذلك فقد تدمر عدد كبير من تلك الأبنية السكنية بسبب القصف الذي شهده الحيين سواء من قبل الحكومة السورية أو فصائل المعارضة خلال تواجدهم في محيط حيي الأشرفية والشيخ مقصود.
وقال “طارق محمد” من سكان حي الشيخ مقصود، لشبكة آسو الإخبارية، “في 2014 عرض علي متعهد أن يقوم بهدم منزلي وإنشاء بناء سكني ولكني لم أقبل لأن العرض كان إعطائي شقتين فقط وسوف يحصل المتعهد مع شريكه على 13 شقة ضمن بناء بمساحة 90 متر مربع لكل شقة”
وأضاف، إن معظم المتعهدين لا يهمهم سوى الربح، وأن يحصلوا على معظم شقق البناء، ومعظمهم يقوم بالعمل بشكل روتيني وليس بإتقان، دون الاهتمام بالمعايير المناسبة للبناء.
وبيّن، خلال رفع الأنقاض والركام في المبنى الذي انهار منذ عدة أيام لم يكن هناك حديد أو تدعيم للجسور والقواطع في المبنى فقد كان البناء عبارة عن بلوك ويبدو أنه خفيف، وهو ما ساهم بهذه الكارثة الإنسانية.
وما زالت بعض الأبنية السكنية التي كانت قيد البناء متوقفة عن إكمال البناء بسبب هجرة المتعهدين بينما استكمل بناء بعض الأبنية الأخرى.
وقال “علي دبس” احد سكان حي الأشرفية، لشبكة آسو الإخبارية، إن البناء كان بشكل عشوائي وغير منظم حيث انهارت الكثير من الأبنية التي كانت قيد الإنشاء خلال سنوات الأزمة بسبب القصف المستمر بين المعارضة والحكومة، في حين أن الكثير من الأبنية القديمة لم تتضرر لأنها كانت مطابقة للمعايير.
وبيّن، أنه خلال الفترة التي حدث فيها حركة عمرانية كل ما كان ما يهم المتعهد أن ينهي بالبناء بأسرع وقت وبيعه لتحقيق الربخ والبدء بمشروع آخر.
وتسبب انهيار بناء سكني بشارع معروف قرب جامع السلام بحي الشيخ مقصود بمقتل وجرح عدد من السكان الذين أنهار فيهم البناء بسبب تصدعه نتيجة تسرب المياه أسفل البناء وتآكل أساسات المبنى، وكان هذا البناء قد أنجز خلال السنوات الأولى من عمر الأزمة السورية ولكن لم يتم بنائه بالشكل المطابق للمعايير المطلوبة.
*الصورة من النت