أخبار وتقارير
تقرير حقوقي يوثق شهادة 40 معتقلاً تعرضوا للتعذيب الممنهج في عفرين
أصدرت كل من منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” ومنظمة “حقوق الإنسان في عفرين_ سوريا”، تقريراً حقوقياً حول عمليات الاعتقال التعسفي والتعذيب الوحشي وأعمال ترقى للعنف الجنسي ضد النساء والفتيات، ارتكبتها القوات التركية والفصائل الموالية لها في عفرين.
واعتمد التقرير على شهادات 40 ناجياً وناجية تعرضوا للتعذيب في سجون فصائل موالية لتركيا في عفرين، تم جمعها عام 2021 وبداية 2022، وجرت الانتهاكات خصوصاً في الفترة الزمنية التي تلت دخول فصائل “الجيش الوطني” بدعم القوات التركية خلال عملية “غصن الزيتون” إلى عفرين في آذار 2018.
وأشار التقرير أن عمليات التعذيب والإخفاء لعبت دوراً أساسياً في دفع الناجين/ات وعائلاتهم/ن إلى “النزوح قسراً” من مناطق سكنهم الأصلية إلى مناطق أخرى.
وذكر التقرير أن التهم الموجهة إلى الضحايا هي “التعامل مع الإدارة الذاتية” والتي كانت تدير المنطقة حتى آذار 2018، أما السبب الحقيقي للاعتقال هو من أجل إجبارهم على دفع مبالغ مالية كبيرة لقاء الإفراج عنهم، وإجبارهم أحياناً أخرى على التنازل عن ممتلكاتهم، ودفعهم لمغادرة مكان سكنهم الأصلي.
ولم تقتصر عمليات الاعتقال، على الذكور البالغين، فإلى جانب 25 ذكراً بالغاً، تم جمع شهادة 15 امرأة وفتاة بينهن طفلة، وآخرون طاعنين بالسن، منهم 34 حالة من الكرد، بينهم رجل وامرأة من الديانة الإيزيدية.
ووثق التقرير الجهات المسؤولة عن عمليات الاعتقال والتعذيب استناداً لشهادات الضحايا، وتبين تورط “الجبهة الشامية” في 12 حالة اعتقال، “الشرطة العسكرية” في 10 حالات، وتجمع “أحرار الشرقية” في 7 حالات، و”الاستخبارات التركية” في 7 حالات، و”فيلق الشام” في 6 حالات، و”لواء السلطان مراد” في 5 حالات، و”لواء السلطان سليمان شاه” بحالتين و”أحرار الشام الإسلامية” بحالتين، و”جيش النخبة بحالتين، و”لواء الفاتح” بحالة واحدة.
وأرفق التقرير خارطة تُظهر بعض أماكن الاحتجاز التي استطاع الشهود تحديدها في عفرين وريف حلب.
وبحسب التقرير المستند لشهادات الناجين/ات، ارتكبت فصائل الجيش الوطني الموالية لتركيا، عدة انتهاكات بحق المعتقلين، وهي ممارسة التعذيب النفسي والجسدي، والإهانات المتكررة، والتعذيب الوحشي، ووفاة عدد من المحتجزين في أقبية التعذيب، ووضع المعتقلين في أماكن احتجاز ضيقة، ومنعهم من الذهاب إلى دورات المياه سوى مرة واحدة في اليوم، وتجويعهم من خلال تقديم كمية قليلة من الطعام مرة واحدة في اليوم، بالإضافة إلى الإغفال التام للنظافة الجسدية.
وجرى احتجاز السيدات بشكل مشترك مع رجال آخرين في مساحات ضيقة، وجرت عمليات التحقيق معهن من قبل محققين ذكور، وقاموا بتوجيه إهانات وكلمات نابية شديدة لهم.
كما وثق التقرير وسائل التعذيب المتبعة من قبل الفصائل المذكورة، وكانت الضرب بالعصي وخراطيم التمديدات الصحية، وكوابل الكهرباء الرباعية، وتعليق الأشخاص إلى الأعلى بسلاسل حديدية، وعمليات ضرب بأخمص البندقية واستخدام الصعق الكهربائي.
وتحدثت إحدى الشهادات في التقرير عن وجود عملية اغتصاب متكررة لطفلة قاصر (16 عامًا)، كما أفضت بعض عمليات التعذيب إلى وفاة المحتجزين، وفي حالات أخرى نتج عن التعذيب إصابة الضحية بعاهات دائمة، عدا الآثار النفسية الناتجة عن هذه الانتهاكات.
لم يستطع بعض المعتقلين معرفة مكان الاعتقال ولا الجهة التي نفذته، بسبب طبيعة الممارسة في أثناء عملية الاعتقال (الخطف)، وعصب عيونهم وامتناع الجهات التي قامت بعمليات الاعتقال عن التعريف عن نفسها، واختلف توزع مراكز الاحتجاز جغرافياً بحسب الجهة التي وقفت وراء الاعتقال والمنطقة التي كانت تسيطر عليها حينها.