Connect with us

مدونة آسو

وسائل التواصل الاجتماعي… منابر مفتوحة لخطاب الكراهية

نشر

قبل

-
حجم الخط:

هذه المادة منشورة بالتعاون بين شبكة الصحفيين الكُرد السوريين (SKJN) وشبكة آسو الإخبارية في برنامج تعاون ضمن مشروع إعلام يجمعنا، حول” تعزيز دور الإعلام في محاربة الإستقطاب وخطاب الكراهية من أجل مجتمع متماسك”.

نوهرين عبد القادر

يمكن أن ينتشر خطاب الكراهية في العديد من الأماكن، بما في ذلك وسائل الإعلام والإنترنت والمناطق العامة والمجتمعات والأحزاب السياسية والمجالس التشريعية والحكومات.

كما يمكن أن ينتشر خطاب الكراهية عن طريق الكلمات المنطوقة أو المكتوبة أو الصور أو الفيديوهات أو الأخبار المزيفة، وغالباً ما يتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويمكن أن يكون لانتشار خطاب الكراهية آثار سلبية على المجتمعات المستهدفة، حيث يمكن أن يؤدي إلى التمييز والعنف والاضطهاد، ويمكن أن يتسبب في إثارة الخوف والقلق بين الأفراد، وقد يعزز المناخ السياسي العدائي والمتشدد.

على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر منصات للتواصل والتواصل الاجتماعي بين الناس، إلا أنها تستخدم في بعض الأحيان كمنصات لبث خطاب الكراهية، ويمكن أن يتخذ الكلام الذي يحض على الكراهية أشكالًا عديدة على منصات التواصل الاجتماعي، ولكنه عمومًا يهاجم أو ينزع الإنسانية عن شخص أو مجموعة من الأشخاص على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو التوجه الجنسي أو غير ذلك من الخصائص.

يتم تحديد الخطاب الكراهية عادة بأنه أي تعبيرات تحرّض على العنف أو التمييز أو الكراهية ضد فئة معينة من الأشخاص بسبب عوامل مثل الجنس أو العرق أو الدين أو الجنسية أو التوجه الجنسي أو الإعاقة.
فيما يلي بعض الأمثلة على الكلام الذي يحض على الكراهية في منصات التواصل الاجتماعي:
_ الإهانات أو الصفات العنصرية التي تهدف إلى تحقير أو إهانة الأشخاص من عرق أو إثنية معينة.
_ الشتائم أو التعليقات المهينة حول التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية لشخص ما.
_ صور مسيئة تستهدف دين ما ، مثل السخرية أو التقليل من شخصية أو ممارسة دينية.
_ التنميط أو التعميم حول مجموعة معينة من الأشخاص على أساس جنسيتهم أو لغتهم أو خلفيتهم الثقافية.
_ الدعوة للعنف أو الإيذاء ضد مجموعة معينة من الناس على أساس هويتهم.
_ نشر معلومات كاذبة عن مجموعة معينة من الناس لإثارة الخوف أو الكراهية.

كما أن الكلام الذي يحض على الكراهية يمكن أن يكون خفياً وماكراً، ويمكن أن يتنكر في صورة دعابة أو نكتة، وهو أحد الأشكال الخطيرة لخطاب الكراهية، إذ يصعب على الأشخاص معرفة الغاية منه، وقد يتم نشره على سبيل التسلية، إلا أنه قد يحمل في طياته خطاب كراهية بشكل غير مباشر.
ويبقى الأمر متروك لنا جميعاً لأن نكون يقظين وأن نتحدث ضد خطاب الكراهية كلما واجهناه، وفي ما يلي بعض الأشياء التي يجب البحث عنها عند محاولة التعرف على الكلام الذي يحض على الكراهية في صورة دعابة:
_الهدف من النكتة: إذا كانت النكتة تستهدف مجموعة معينة من الأشخاص على أساس العرق أو الدين أو الجنس أو التوجه الجنسي أو غيرها من الخصائص، فمن المحتمل أنها ليست مجرد دعابة غير مؤذية ، بل خطاب كراهية.
_ السياق: إذا تم إلقاء النكتة في سياق يُرجح فيه حدوث خطاب الكراهية ، كما هو الحال في استخدام الأشخاص لغة مهينة، فمن المرجح أن يكون كلاماً يحض على الكراهية.
– التأثير: اسأل نفسك، إذا كنت جزءاً من المجموعة المستهدفة بالنكتة، فهل ستجدها مضحكة أم مؤذية؟، إذا كنت تجدها مؤذية، فمن المحتمل أنه كلام يحض على الكراهية.
_ القصد: النظر في نية الشخص الذي يقوم بنشر النكتة، هل يحاول الإدلاء بتعليق مدروس أو التعبير عن رأي مشروع، أم أنه يحاول فقط أن يكون مسيئاً؟، بشكل عام إذا تسببت المزحة أو التعليق في ضرر أو استمرار الصور النمطية السلبية حول مجموعة معينة من الأشخاص، فمن المحتمل أن يكون كلاماً يحض على الكراهية، حتى لو تم تقديمه على أنه دعابة أو سخرية.
يعمل الكثير من مالكي وسائل التواصل الاجتماعي على تحسين سياساتهم وقواعدهم للحد من انتشار الخطاب الكراهية على منصاتهم، وقد تضمنت هذه السياسات تعريفاً لخطاب الكراهية، وتحديداً لأنواع الخطاب التي تعتبر مخالفة، وعقوبات محتملة للمستخدمين الذين ينتهكون هذه السياسات، مثل حذف المحتوى أو إيقاف حسابات المستخدمين، ومع ذلك، فإنه من الصعب تطبيق هذه السياسات بشكل كامل، وقد يتم تجاوزها من قبل بعض المستخدمين.
من المهم التحدث علانية ضد خطاب الكراهية بجميع أشكاله، وتشجيع الآخرين على فعل الشيء نفسه، ويمكن للأفراد الحد من انتشار خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق تجنب تشجيعه وعدم المشاركة فيه، والإبلاغ عن أي خطاب كراهية يتم رصده على المنصات.
ويجب على المستخدمين التحلي بالوعي والحذر عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتأكد من عدم الانجرار وراء خطاب الكراهية، وعدم تشجيعه أو نشره، بل يجب الإبلاغ عن أي حالات يشتبه فيها بالخطاب الكراهية إلى الجهات المختصة، سواء كانت شركات مالكة للمنصات أو السلطات المحلية.
ومن المهم الإشارة إلى أن الخطاب الكراهية ليس محصورًا على وسائل التواصل الاجتماعي فقط، بل يمكن أن يتعرض له الأفراد في أوساط عامة وخاصة في الإعلام والسياسة، وهو ما يشكل تهديداً خطيراً للتعايش السلمي والديمقراطية.
للحد من انتشار خطاب الكراهية، يجب على المجتمعات العمل معاً لتعزيز الحوار والتفاهم والتسامح وتعزيز التعليم والوعي، ويجب أن تتخذ الحكومات الإجراءات اللازمة لمكافحة خطاب الكراهية، وتعزيز القوانين والسياسات التي تحمي حقوق الأقليات وتحد من انتشار الخطاب الكراهية.
عملت العديد المؤسسات الإعلامية والمدنية في شمال وشرق سوريا على إطلاق مبادرات للحد من انتشار خطاب الكراهية، والحفاظ على التماسك المجتمعي بين مختلف المجتمعات.
أطلقت منظّمة نيكستيب مشروع “خلّونا نتعرّف”، في السادس عشر من تشرين الثاني عام 2022، وبالتزامن مع اليوم الدولي للتسامح، وكان الهدف من المشروع تصحيح المفاهيم المغلوطة وتبديد الصور النمطية السّائدة حول مجتمعات شمال شرق سوريا، باختلاف انتماءاتها الدينية والعرقية وغيرها، والتي كان البعض منها تتسبب بخطاب كراهية بين هذه المجتمعات نتيجة هذه المفاهيم والصور المغلوطة لذلك تم تبديد هذه الصور النمطية وتصحيح المفاهيم المغلوطة من قبل شخصيات نخبوية من هذه المجتمعات نفسها ومن ثم ايصالها لمختلف الشرائح المجتمعية، بهدف تعزيز التماسك المجتمعي، كخطوة نحو بناء السلام المستدام في مناطق شمال شرق سوريا.
واستهدف المشروع المجتمعات التالية: الايزيدي والسرياني والأرمني والعربي والكردي، ومن أنشطة المشروع إجراء 500 استبيان عن كل مجتمع بهدف الإحاطة بالأفكار المنتشرة حول هذه المجتمعات، وبناءً على نتائج الاستبيانات تم عقد خمس وُرَش عمل حوارية، بهدف مناقشة أبرز الأفكار المنتشرة حول المجتمعات المُستهدَفة ضمن المشروع وتصحيحها عبر رسائل إعلامية ضمن حملة مناصرة تضمنت 50 مادة إنفوغرافيك و5 مواد فيديو، بمعدّل 10 مواد إنفوغرافيك ومادة فيديو عن كل مجتمع، باللغات العربية والكردية والسريانية والأرمنية، كما تم الترويج لمحتوى الحملة بالتعاون مع عدة وسائل إعلامية وثلاث شخصيات مؤثرة في المجتمع.
فيما كانت المرحلة الأخيرة من المشروع هو توزيع 20 ألف بروشور في مدن وبلدات منطقة الجزيرة، وإطلاق حملة مكملة للمشروع حملت اسم “تنوعنا ثروة” بالتزامن مع الأسبوع العالمي للوئام بين الأديان، والتي تضمّنت نشر رسائل من قبل شخصيات دينية بارزة ومؤثّرة، تدعو فيها للسلام والتقارب بين أتباع/تابعات الأديان، بهدف تعزيز التماسك المجتمعي في شمال شرق سوريا.

ومن المهم أيضاً أن يساهم الأفراد في الحد من انتشار خطاب الكراهية عن طريق التعبير عن التضامن مع المجتمعات المستهدفة، والتحدث علناً ضد خطاب الكراهية والإبلاغ عن أي حالات يشتبه فيها ببث خطاب الكراهية.

*الصورة من النت