أخبار وتقارير
عودة استخدام بوابير الكاز في مناطق شمال وشرق سوريا وتحديات استعمالها
يعود أهالي شمال وشرق سوريا إلى استخدام بوابير الكاز، رغم ما ينطوي استعمالها من خطورة على حياتهم، في ظل أزمة انقطاع الغاز المنزلي، وارتفاع سعره، في حال توفره، وذلك نتيجة تدمير الاحتلال التركي للمنشآت الحيوية والنفطية في المنطقة.
تجد أم محمد من الدرباسية نفسها مضطرة إلى العودة لاستخدام بابور الكاز، لعدم قدرتها على شراء الغاز المنزلي، وذلك لارتفاع أسعاره وعدم قدرتها على شرائه، حيث يبلغ سعر أسطوانة الغاز المنزلي 10دولار أمريكي (حوالي 150 ألف ليرة سورية).
وتقول أم محمد، لشبكة آسو الإخبارية: “اشتريت بابوراً محلي الصنع من أسواق الدرباسية بسعر 170ألف ليرة سورية، لتدبير شؤون منزلي”، مؤكدة أن الظروف أجبرتها على استخدامه، رغم خطورة استعماله وأعطاله الكثيرة، فتقول: “كنت استخدمه لتسخين ماء الاستحمام، لكن لكثرة أعطاله أجبرتني على شراء واحد جديد”.
وعن إجراءات السلامة التي تتخذها أم محمد عند استخدامها للبابور تقول: “أتجنب تشغيله في المطبخ، وأحرص على وضعه في فناء المنزل وفي مكان منعزل، كما أنني أقوم بلف خزان الكاز الخاص بالبابور، بقماشة مبللة تفادياً لانفجاره جرّاء حرارة البابور”.
وتضيف أم محمد أنها تعاني من آلام شديدة في رأسها، بسبب الدخان ورائحة الكاز المنبعثين من البابور، لذلك تعمد إلى وضع كمامة عند استعماله، كما أنها تمنع أبناءها من الاقتراب منه حرصا على سلامتهم.
فيما تشهد أسواق الدرباسية ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار بوابير الكاز، حيث يتراوح سعر البابور الواحد بين 170إلى 180ألف ليرة سورية، كما تشهد محال تصليح بوابير الكاز انتعاشاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، نتيجة إقبال الأهالي على تصليح بوابيرهم القديمة، في ظل أزمة الحصول على الغاز المنزلي.
يقول علاء حسو، وهو بائع بوابير كاز من الدرباسية، لشبة آسو الإخبارية: إن “البوابير المتوفرة في الأسواق محلية الصنع، وغاليا ما تصنع من الحديد ويطلق عليها اسم (زاوي)، وهي أكثر أنواع البوابير مبيعاً.
كما يقول رضوان حسو، وهو مصلح بوابير، لآسو: “إن إقبال الأهالي على تصليح بوابيرهم القديمة زاد بنسبة 70%عن الأعوام السابقة”، مشيرا إلى أن أغلب الأعطال تتمثل في انسداد البواري، بسبب استخدام المازوت بدلا من الكاز لتشغيله.
ويشير رضوان إلى ضرورة التأكد من سلامة البابور قبل استخدامه، خاصة الانتباه إلى عدم وجود ثقوب يتسرب منها الكاز، وتجنّب خلط أنواع مختلفة من المحروقات، مثل البنزين والمازوت لإشعال البابور، وذلك لما ينطوي عليه من خطورة قد تؤدي إلى انفجاره، ولا سيّما أن البوابير محلية الصنع ليست ذات جودة عالية، لذلك يجب الانتباه عند استخدامها، وعدم إهمال أعطالها.
ويؤكد رضوان إن الإصابات بالحروق الناجمة عن انفجار بوابير الكاز كثيرة، نتيجة الاستخدام الخاطئ لها.
وتشهد مختلف مناطق شمال وشرق سوريا أزمة محروقات حادة، نتيجة لاستهداف وتدمير الاحتلال التركي للمنشآت الحيوية والنفطية فيها، ومنها منشأة غاز السويدية التي كانت تُعتبر أكبر مصدر للغاز المنزلي في المنطقة ما أدى إلى خروجها من الخدمة بشكلٍ كامل.