مدونة آسو
السوق المسقوف بمنبج… في كل زاوية حكاية
السوق المسقوف أو ما يعرف بالسوق المغطى هو أحد أهم المعالم الرئيسية في مدينة منبج. يمتد السوق على مساحة واسعة وسط المدينة وتختلف الآراء حول تحديد تاريخ بنائه.
يتألف السوق من شارع رئيسي يمتد من الجهة الشمالية الغربية إلى الجهة الجنوبية الشرقية بمدخلين رئيسيين وأربعة مداخل جانبية وجميعها متصلة مع الشارع الرئيسي فيه عن طريق مجموعة من الحارات المتشعبة والتي تحتوي على مجمل ما يحتاجه الأهالي من أدوات وألبسة وأحذية بالإضافة إلى مستلزمات كهربائية أو تجهيزات منزل.
عن السوق يتحدث السيد “حسين غنايمي” أحد تجار الذهب في السوق لشبكة آسو الإخبارية: ” كانت بداية هذا السوق مثلما رواها جدي نقلاً عن أجداده قبل مئتي عام أو أكثر بقليل مع وصول الدفعة الثانية للشركس إلى منبج حيث كان يضم ستة خانات يتم فيها بيع الحبال والأدوات المنزلية النحاسية، بالإضافة لبيع الأعلاف والدواب.
وعندما استقر الشركس في منبج قام بعض وجهاء العشائر المسؤولين عن السوق بتقديم جزء من هذه الخانات للشركس الوافدين، وبالمقابل قدموا لهم خنجراً شركسياً وفرس أصيلة عربون الاتفاق الذي قد تم في حي التبة ضمن ما يعرف بالأوضة (وهي غرفة خاصة لاجتماعات وجهاء العشائر)”.
وحول الشكل الحالي للسوق المسقوف فيضيف الغنايمي: “بدأت أولى عمليات التوسع بعدما انتهت الحرب العالمية الأولى وخرج العثمانيون من منبج، فقد تمت إزالة أحد الخانات وتقسيمه لمحلات أصغر وجعلت أسطح المحلات الجديدة بارزة بشكل كبير يشبه المصطبة أو الشمسية وسرعان ما جرت نفس العملية على باقي الخانات لتصبح كلها بهذا الشكل.
هذا التغيير فتح مجالاً للتوسع والتنوع في البضائع المعروضة وأدخل إلى السوق أنواع جديدة من التجارة كانت أبرزها تجارة الذهب والمجوهرات. وحسب ما ذكره جدي “محمد غنايمي” فإن أولى المحال التي جلبت هذه الأنواع كانت محلاتهم حيث بدأ بالعمل معهم “منلا غزيل” والد الشاعر المعروف “محمد منلا غزيل” وشخص آخر معروف باسم “جمال زيزون” من ريف حلب الجنوبي، حيث كان هذا المحل يبيع الذهب والفضة بأنواعها.
في تلك الفترة برزت الكثير من الأسماء ضمن السوق من بينهم الشركسي “شفيق يعقوب” (في مجال الألبان والأجبان)، حج “صطوف الشيوخي””، بشير الكمالي، “عبد الرزاق كمالي”، حج “حسين غنايمي” (في مجال الذهب و المجوهرات)، و”عرفان العقيلي” و”عدنان لبنية” و”صلاح بنشي” ( في مجال الأقمشة و الأدوات المنزلية ) “.
وعن أبرز الأحداث التي مرت بالسوق المسقوف في منبج أضاف: “كانت أبرز الأحداث التي مرت على هذا السوق هو حضور الرئيس “شكري القوتلي” إلى منبج لزيارته حيث كان ذلك قبل الوحدة بين سوريا ومصر بفترة قصيرة وكان وقتها مدير الناحية في منبج “ياسين بيك حراكي” (من ريف إدلب) واستقبله في القائم مقامية (مدرسة بنات منبج الابتدائية حالياً) مع وفد مكون من “حسين نديم أفندي” (شركسي) و”شلاش الدرويش” (شيخ عشيرة بني سعيد) والحج “محمد غنايمي” (وجيهاً عن عشيرة الغنايم).
وكما كان من أبرز الأحداث التي مرت على هذا السوق احتراق عدد من المحال التجارية بتاريخ 26/04/1971م وكان هذا الحريق ناتج عن بقايا عقب سيجارة تبغ حيث دمر محتويات عدد من المحلات الموجودة في السوق ذلك الوقت كان أغلبها عائد لعبدو كفتا”
وعن السوق ووضعه في الوقت الحالي يتحدث “أبو مصطفى” أحد تجار السوق المسقوف: مضى 30 عام على وجودي في هذا السوق رغم الاهتمام الذي يلقاه، لكن تبقى مشاكل الضرائب المفروضة بالإضافة إلى الرسوم الجمركية العالية على البضائع الواردة من الأساسيات التي تؤرق بال تجار السوق”.