Connect with us

مجتمع محلي

خبز الفرن الآلي بمنبج … حكاية الرغيف المريض

نشر

قبل

-
حجم الخط:

في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها مدينة منبج وبطء عملية تحسين جودة الخدمات في المدينة، ما تزال قضية جودة الخبز الذي تقدمه الأفران في المدينة، محط انتقاد وشكوى من قبل السكان المحليين.

“أبو جمال” أحد السكان الوافدين من مدينة حلب يتحدث لشبكة آسو الإخبارية عن جودة مادة الخبز التي يشتريها من المعتمد التابع لمجلس الحي بالقول: “أنا وعائلتي قدمنا من “كرم ميسر” عندما بدأت الأحداث في مناطق حلب وخلال السنوات الخمس التي قضيناها في “منبج” كانت مادة الخبز هي المشكلة الوحيدة التي نعاني منها سواء فيما يتعلق باختلاف السعر من فترة لأخرى أو انخفاض الجودة وخاصة الفرن الآلي، فاليوم نشتري ربطة الخبز من المعتمد في مجلس الحي بمبلغ مئة ليرة لكن بسبب جودتها المنخفضة تتلف بسرعة ولا تتحمل حتى انقضاء اليوم والتالف من الخبز نضطر إلى جمعه وبيعه لأصحاب الخردوات الجوالين الذين يقومون بتجفيفه وبيعه بدورهم لأصحاب المواشي.”

يتنهد “أبو جمال” ويتابع بالقول: “عائلتي كبيرة ونحتاج في اليوم الواحد إلى ما يقارب الأربع ربطات من الخبز وهي مخصصاتنا المسجلة لدى المعتمد وسعرها في الأفران الأهلية مئة ليرة لكل ربطة في حين يبلغ سعرها في الأفران السياحية مئتي ليرة وهذه الأسعار لا يستطيع من هم في مثل وضعي تحملها وخاصة في ظروف عملنا المحدودة.”

“أم سعيد” أرملة وأم لثلاثة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر ثماني سنوات تتحدث بالقول: ” توفي زوجي ولم يترك لي أي شيء غير منزل بسيط وأطفال صغار. أعمل في مجال الخياطة وهذه المهنة اليوم في تراجع بسبب كثرة الألبسة الجاهزة ورغبة النساء اليوم بلباس يحاكي الموضة. أعاني من تأمين مادة الخبز للمنزل وحتى إن تأمنت لا تستمر طويلاً حتى تتلف وتصبح غير قابلة للأكل وأحياناً تأتي من المعتمد تالفة وغير صالحة للأكل حيث أقوم بتجفيفها على أشعة الشمس وبيعها لأول بائع جوال يصادفني.”

وتضيف بالقول: “رغم وجود فرن سياحي في الحي وجودة الخبز فيه عالية إلا أن سعر الربطة المرتفع لا أستطيع تحمله في وضعي الحالي فأنا مجبرة على أخذ الخبز لأطفالي من معتمد الحي”.

ونتيجة ازدياد الشكاوي على جودة الخبز من قبل السكان قامت شبكة آسو الإخبارية بالاستفسار من أحد المعتمدين في منبج فأجاب: “تعتمد جودة الخبز على نوعية الطحين والخميرة المستخدمة في العجينة وأحياناً تبقى العجينة في الآلات لفترات طويلة نتيجة عطل فني فيها أو بسبب عطل في بيت النار وعندما نقوم بنقله لأهالي الحي المسؤولين عنه يصبح الوضع فوضوي وتبدأ الناس بالاحتجاج على جودة الخبز وهذا الأمر ليس بيدي ولا يد المجلس في الحي وإنما بيد القائمين على الفرن الآلي وعماله فأنا لا أفحص كل الربطات التي اقوم بأخذها منه فعددها كبير يصل تقريباً لثلاثمئة وستين ربطة باليوم”.

بين إلقاء اللوم على عدم جودة مستلزمات إعداد رغيف الخبز وبين عدم الإتقان في العمل من قبل البعض وعدم المتابعة من قبل المسؤولين، يظل المواطن الفقير هو الخاسر الأكبر فيما يتعلق بموضوع رداءة جودة رغيف الخبز وتلفه السريع.