مجتمع محلي
طلاب منبج يتوجهون لتحديد مستقبلهم الدراسي
تقف الطالبة “أحلام” (اسم مستعار) على حافة الرصيف، بين تجمع طلبة منبج الذين سينتقلون إلى حلب، لتقديم امتحانات الشهادة الثانوية، التي تحدد مصيرهم نحو الدراسة الجامعية. وتشعر بشيء من السعادة مع المغامرة، فوجهتها القادمة ستحدد مستقبل أحلام.
أحلام وسط عشرات الطلبة من ذكور وإناث، تنتظرهم باصات النقل الداخلي، بعد إجراءات نستطيع القول إنها معقدة، بسبب قطع الطرقات بين المدن السورية نتيجة الحرب، فيقف المسؤولين عن التعليم في منبج، والأهالي والجهات الوسيطة لنقل الطلبة إلى حلب وإكمال تعليمهم والبحث في مستقبلهم.
أحلام تفكر بالامتحان والاسئلة، ،مستقبلها، فتقول لشبكة آسو الإخبارية، إنها ستقوم بكامل جهدها “ربما لا تتكرر فرصة تقديم الامتحان في العام القادم، أمامي الأن فرصة يجب أن اشتغلها”. أحلام مثل عشرات آلاف الشباب السوريين الذين أثرت الحرب على مستقبلهم التعليمي.
في صف الذكور بعيدًا عن الإناث يقف علي، يجهز نفسه لهذه الرحلة، التي ستغيبهم عن أهلهم حتى انتهاء الامتحانات. علي يدرس الفرع العلمي يقول إنه قضى معظم أوقاته في الدراسة هذا العام، واتبع دورات تقوية في المنهاج “أغلبنا درس في معاهد خاصة هذا ربما يكون كافي كي أشعر برغبة في المنافسة خلال الامتحانات بعد أسبوعين قادمين، أتمنى أن أتفوق وأكون العام القادم في الجامعة، لدي رغبة بدراسة الهندسة الكهربائية”.
وتقوم الجهات المسؤولة في منبج كل عام بالتنسيق مع مديرية التربية التابعة للحكومة السورية، وعبر الهلال الأحمر السوري بإرسال الطلاب إلى حلب لتقديم الامتحانات للشهادتين الإعدادية والثانوية.
وانطلقت يوم الجمعة 25 أيار 2018، حافلات نقل الطلاب من ذكور وإناث بباصات تفصلهما عن بعضهما البعض من منبج إلى حلب.
انطلقت الباصات من أمام مدرسة البحتري ومدرسة البعث في منبج، لتقل نحو 800 طالب وطالبة، 373 منهم ذكور و427 منهم إناث، يشكل منهم 407 طالب وطالبة كنموذج “أحرار”، طلاب العلمي 221 وطلاب الأدبي 172، وصلوا إلى حاجز التايهة، حيث حاول عناصر حاجز النظام أخذ الهواتف المحمولة من الطلاب لكن تدخل بعض الشخصيات من لجنة التربية والمجمع التربوي في منبج، ساعد باستعادة الهواتف النقالة للطلبة.
وهذا العام الثاني الذي يتم فيه نقل الطلاب، لتقديم الامتحانات، يتم بالتنسيق بين المجمع التربوي ولجنة التربية في منبج مع منظمات إنسانية والهلال الأحمر السوري في حلب.
تقف عوائل الطلبة عند الباصات التي ستقل الطلاب، يقول أبو عثمان ولديه ابنتان تتجهان إلى حلب لتقديم الامتحانات، وهو من قرى منبج، يقول لشبكة آسو الإخبارية، إنه يتمنى أن تتفوقا ابنتيه “أنا مزارع كنت اشعر بالعجز و الخوف من عدم وجود منظمات تدعم الطلاب لتقديم الامتحانات، لأنني أريد لبناتي الاستطاعة لدراسة الجامعة، فانا اعتمد في رزقي على المواسم التي تتأخر أحياناً، وقد لا تأتي في أغلب السنوات، لكن هذه الخطوة في مساعدة الطلاب ساعدتني بأن أكون مطمئن بأن هناك مأوى لبناتي”.
يعيش الطلاب السوريون منذ سنوات صراعًا مع الواقع، في عدم وجود استقرار دراسي بالنسبة لهم، لذا يعيش الطلاب ظروف تعليمية صعبة، مع هذا يحاولون دومًا البحث عن أمل يساعدهم بتحقيق حلمهم التعليمي.