أخبار وتقارير
دجاج منبج في منافسة صعبة مع الدجاج التركي
آسو-أحمد دملخي
لم تكاد مداجن منبج ترتاح قليلاً من منافستها للحوم المجمدة والتي انتهت نهاية مشجعة لها، إلا ووجدت نفسها في مواجهة جديدة مع الدواجن الحية التركية والتي تعتبر منافسة شديدة بالنسبة للمربين أصحاب المداجن في البلد.
فهذا الدجاج الذي يصل إلى المدينة من مناطق سيطرة درع الفرات عبر الساحات الجمركية ويوزع في الأسواق بديلاً عن الدواجن البلدية تاركاً المداجن في حالة كبيرة من الكساد بسبب قلة في تصريف الدجاج، كما تجعل صاحب المدجنة كالديك المذبوح يتخبط بين هذا وذاك من أصحاب المذابح في المدينة ويحاول بشتى الوسائل تخفيف الخسارة التي يمر بها.
“علاوي” من قرية من الريف الجنوبي لمدينة منبج، شاب يمتلك مدجنة كبيرة للحوم الدجاج صرف عليها الكثير من المال ويصفها بمشروع العمر، يتحدث عن حجم الخسائر التي عانى منها منذ شهرين في هذا المجال فيقول “بدأت المشروع وأنا على دراية كاملة به فهو عمل أبي من قبل وذلك بعد عودتي من تركيا وقد كنت أعمل فيها في نفس المجال، حيث جمعت من المال ما يكفي لبناء حظيرتين كبيرتين في أرض أملكها غرب القرية”.
كانت الأيام الأولى في مشروع الشاب ناجحة فالصيصان تكبر بصحة والأعلاف المخصصة لها موفرة وبكثرة في المدينة لكن كان سعرها مرتفع قليلاً وبالرغم كانت تلقى لحوم دواجنه إقبالاً.
غزت لحوم الدواجن المجمدة أسواق المدينة وتوافد الناس عليها لرخص ثمنها، الأمر الذي أثر بشكل كبير على تجارة لحوم الدواجن المحلية لكن هذه المنافسة كانت قصيرة الأمد بسبب حالات التسمم الناتجة عن هذه استهلال هذه اللحوم الغير مطابقة للمواصفات الصحية.
وعن المنافسة الحالية ومشاكل سوق الدواجن تحدث علاوي “اليوم لدينا في السوق منافس قوي، وهو الدجاج التركي الحي والذي قام بكسر كل الأسعار بالنسبة للدجاج المحلي، فقد بلغ سعر الكيلو في فترة عيد الأضحى ليصل إلى 450 ليرة سورية للكيلو الواحد في حال الجملة وهذا السعر أرخص بكثير من تكاليف إنتاج الدجاج المحلي مما سبب كساد الدجاج في المداجن المتخصصة في اللحوم المحلية، ناهيك عن مصاريف الأعلاف المرتفعة التي تصل لمبلغ المئتين ألف بالإضافة إلى المصاريف الطبية المتخصصة في اللقاحات والعلاجات في حال المرض.
حالياً نقوم ببيع اللحوم بسعر 480 ليرة وهذا السعر اليوم لا يصل إلى تكاليف التربية في أفضل الأحوال فإذا كان هناك أي مشكلة أو حدثت حالات نفوق يكون المربي في وضع لا يحسد عليه من الناحية المالية”
“أبو محمود” صاحب مذبح للفروج في مدينة منبج يتحدث عن وضع لحوم الدجاج في المدينة “اليوم يبلغ سعر كليو لحم الدجاج الحي في منبج ما بين (450) ل.س و(500) ل.س وذلك لأن معظم المذابح تقوم بشراء الدجاج التركي المستورد وهو بسعر أقل من سعر الدجاج البلدي بشكل كبير.
كما أن بعض المذابح تقوم ببيع اللحوم بشكل منفرد كلحم الصدر بمبلغ (1200-1500) ل.س لكل كيلو، ولحم الفخذ بسعر (750) ل.س”.
وعن العمل في مجال ذبح الدجاج يتحدث أبو محمود ” نقوم بشراء الدجاج من المربي بأعداد كبيرة في اليوم أو الأسبوع حسب الوضع والطلب في الأسواق ومعظم الزبائن من أصحاب مطاعم الوجبات المتعلقة بلحوم الدواجن في المدينة وفي حال بيع دجاجة كاملة (مذبوحة ومنظفة) نضيف مبلغ (200)ل.س على السعر النهائي للدجاجة وهو ثمن تنظيفها وتقطيعها ولذلك لا نهتم كثيراً في موضوع السعر الذي نشتريه من المزارع لكن في حال توفر الدجاج بسعر رخيص نتوجه له كوننا نراعي موضوع الأسعار وتنتشر بين المذابح في المدينة نوع من المنافسة في البيع”.
ويضيف أبو محمود “نعاني في هذا العمل من مشاكل كبيرة من ناحية المعدات والكهرباء والماء ونفقات الآجار الشهري وكلها أعباء إضافية تُلقى على عاتق البائع.
عن وضع الدجاج التركي الحي يتحدث (ح.ع) طبيب بيطري “نعاني اليوم من مشكلة كبيرة في منبج كوننا أطباء بيطريين وهذه المشكلة تهدد الأمن الحيوي للمدينة وخاصة من الدجاج التركي الذي لا أحد يعلم مصدره الأساسي ولا البيئة التي كان يعيش فيها فالأمن الحيوي الخاص بمدينة منبج وريفها غير معتاد على أنواع جديدة من الأمراض، كما أنه لا يمكننا أن نعطي أنواع محددة من الأدوية مهما كان السبب إلا في حالات النفوق العالية جداً وعليه نقوم بإتلاف الدجاج المعالج كونه يشكل تهديد على الحياة البشرية ويصبح غير قابل للاستهلاك “.
يُشكل تواجد الدجاج التركي المنشأ في الأسواق ضمن مدينة منبج تهديداً من الناحية الصحية والحيوية على سكان المدينة، كما أنه يشكل خسارة كبيرة لأصحاب المداجن والإنتاج المحلي ويبقى هذا الملف بانتظار رقابة السلطات المختصة بالمدينة.