مجتمع محلي
أطفال منبج يسيرون إلى المدارس في طرق خطرة على حياتهم
آسو-أحمد دملخي
تحمل العودة إلى المدرسة الكثير من البهجة للأطفال والأهالي في منبج، طالما أن المدرسة هي مسار العلم والمعرفة في حياة أي فرد، وتتعلق بطابع رقي وحضارة أيضًا في مدينة أزيل عنها سواد الإرهاب والأفكار الفاسدة التي حاول داعش أن يزرعها في المجتمع. لتكون سعادة الأهالي ورغبتهم في جزء منها الحياة الأمنة لأطفالهم.
يعاني سكان منبج من خطر الطرقات على أبنائهم الذين يسلكون طرق خطيرة حتى يصلون إلى المدارس، حيث تكثر فيها مرور السيارات والآليات والدراجات النارية، لتصبح هذه مشكلة واضحة في منبج، مع تواجد المدارس قرب طرق رئيسية مزدحمة، الأمر الذي يتطلب وجود مراقبة واهتمام من الإدارة المسؤولة في المدينة، مع تواجد شرطة سير في تلك الشوارع بشكل دائم، أو في أوقات مرور الطلاب إلى المدرسة والعودة منها.
التقت شبكة آسو الإخبارية مع العديد من الأهالي، لنقل تخوفاتهم وشكواهم في هذا الموضوع، فتقول “أم أحمد” وهي ربة منزل لديها ثلاثة أبناء يدرسون في مدرسة “البكار” ويقع منزلها في الحل الخلفي لمشفى “بركل”، أنها في كل صباح تقوم بإيصال أبنائها حتى باب المدرسة، لأنهم لا يستطيعون قطع بعض التقاطعات مثل شارع طريق حلب بحكم أنه شارع عريض وتسير فيه السيارات والدراجات بشكل كبير.
وتكثر عادة الحوادث المرورية بسبب السرعة الزائدة في الطرقات العريضة، دون الإكتراث لمحاولات قطع الأهالي للشوارع من قبل السائقين. تتحدث أم أحمد بالقول “ليس بمقدوري أخد الأولاد بشكل يومي للمدرسة بسبب مشاغل المنزل، أيضًا لا يستطيعون وحدهم العبور فأبقى متوترة عندما يذهبون وحدهم خشية من تعرضهم لأي حادث”. تضيف والحزن يرسم على وجهها مع خوف “عندما اسمع أن هناك حادث مرور أسرع باتجاه المدرسة للاطمئنان أن ابنائي بخير”.
أم أحمد وكثير من الأهالي مثلها هناك خوف دائم بداخلهم على أبنائهم، يطالبون لجنة التربية بأن تولي هذا الموضوع الاهتمام الكافي، وإيجاد حل مع الإدارة المدنية، لوضع شرطة مرور أمام المدرسة والتقاطعات الخطرة التي يمر فيها التلاميذ. فيذكر أبو انس وهو من أهالي منبج، أن الأطفال لا يستطيع المرء ملامتهم لأنهم لا يدركون معنى الخطر عند قطع الطرقات، ولا يمكن التنبؤ بما سيقومون به في الطريق، مقابل هذا هناك عدم اهتمام بل واهمال من قبل السائقين الذين البعض منهم لا يلتزم بحدود السرعة، أو أن هناك شباب في عمر صغير يقومون بقيادة الدراجات النارية بسرعة متهورة في تلك الأماكن، مطالبًا بوضع قوانين ضابطة وصارمة لضبط السرعات داخل المدينة، وخاصة بجانب المدارس، مع وضع ممرات للمشاة يسبقها “مطب مصطنع” يجبر السيارات على تقليل السرعة قبل ممر المشاة.
لدى أبو تيسير طفلين في المدرسة، أحدهما الكبير في الصف الرابع، والأخر الأصغر في الصف الثاني، يقول أن مدرسة أبنائه تقع في سوق المدينة (ابتدائية بنات منبج)، ويقول إن الطفلين يضطران لسلك طريق مزدحم بكل الأوقات للوصول إلى المدرسة، “برغم وجود شرطي مرور في تلك المنطقة، إلا أنه تحدث الكثير من الحوادث، التي تسببت بإصابات للأهالي نتيجة تصادم السيارات أو الدراجات النارية بهم، ويشتكي بأن أطفاله كباقي الأطفال غير قادرين دومًا على الانتباه على السيارات عند السير في الطرقات إما نتيجة حديثهم بين بعضهم البعض أو السهيان “فهم لا ينظرون سوى لأمور تهمهم كالألعاب” من هنا فأن سرعة أي سيارة أو دراجة من الممكن أن تشكل خطر على حياتهم.
يجمع الأهالي الذين استطلعناهم أن هناك حالة استهتار من قبل السائقين يجب وقف حد لها.
يصف لنا أبو علي وهو من حي عنتاب في منبج ولديه طفلتين تدرسان في مدرسة أبو فراس الحمداني، طريق وصول طفلتيه للمدرسة بالقول إن المدرسة تقع في شارع جرابلس لكنها محاطة بمنطقة صناعية، وجميع أصحاب المحال هناك يضعون السيارات وأدوات الصيانة على الأرصفة ما يجبر المشاة على السير في الشارع وهذا يشكل خطر كبير على حياة الأطفال، فهروبهم من الأرصفة بحسب أبو علي كي لا يتعرضوا لخطر ولا تتسخ ألبستهم بالزيوت والشحوم، الأمر الذي يشكل خطر على حياة الأطفال، موجهًا الحديث للبلدية بضرورة مراقبة المنطقة والمحال وعدم قبول إشغال الأرصفة من قبل المحال، لأن الرصيف هو طريق للمشاة، وأيضًا كي يتجنب الأطفال السير على الطرقات ما يشكل خطر على حياتهم.
بدأت المدارس في منبج منذ شهر بالدوام، لكن مشكلات الطرقات تسبب مشكلة للأهالي وخوف على حياة أبنائهم، وهذا الموضوع برسم الإدارة المدنية في المدينة التي عليها متابعة الموضوع والعمل على سلامة الأطفال والأهالي.
قامت شبكة آسو الإخبارية، بنقل شكاوي الأهالي في الموضوع لجهات مسؤولة في منبج التي تبين أن لها اطلاع على الموضوع عن قريب، وكان الجواب من “محمد خير شيخو” الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في منبج وريفها، الذي تحدث بأن لدى إدارة منبج المدنية اهتمام بهذا الموضوع، لما له من خطر على حياة الأطفال، وقال إنه سيتم العمل على مناقشة بناء جسور للمشاة، خاصة للتلاميذ والأهالي، وذلك بالتنسيق مع لجنة البلديات التي ستكون مسؤولة عن الموضوع.
وذكر شيخو أن لجنة مخصصة قامت بتجهيز قائمة بأسماء المدارس التي تتواجد قرب الطرقات الرئيسية، ليتم تسليمها للبلدية وتقوم الأخيرة بتركيب شاخصات مرورية أمام المدارس لتخفيف سرعة السيارات والدراجات النارية، “إضافة لوضع مطبات اصطناعية تعمل على تخفيف سرعة المركبات الآلية التي تسير في الطرقات”.
أيضًا قال شيخو أن نقاش بينهم وبين شرطة المرور في المدينة، نتج عنه اتفاق لوضع شرطي مرور أمام كل مدرسة لتسيير المرور، إضافة إلى تخطيط الطريق لتشكيل ممر للمشاة مراقب من قبل شرطي مرور، وهذا الممر يأمن الملاذ الآمن للطلاب خلال العبور بحسب شيخو.
وعن إشغال أصحاب الورشات الصناعية الرصيف، قال شيخو إن لجنة البلديات تقوم بمراقبة التجاوزات بخصوص رصيف المشاة، من قبل أصحاب المحال التجارية والورشات الصناعية وصيانة السيارات، خاصة في مناطق تواجد المدارس “اللجنة تقوم بالإبلاغ عن الأشخاص المتجاوزين في البداية ثم سيكون هناك عقوبات رادعة في حال تكرار الامر، كون الرصيف للمشاة وليس للمحال أو البضائع “.
أيضًا التقى مراسل شبكة آسو الإخبارية في منبج مع الرئيس المشترك لشرطة المرور “سعيد الموسى” الذي تحدث بأن شكاوي الأهالي وصلت لهم، وأن شرطة المرور تعمل على تنظيم السير في المدينة وخاصة في أماكن تواجد المدارس، للعمل على تجنب وقوع الحوادث للأطفال خلال الذهاب إلى المدارس، كما سيتم مناقشة موضوع الشواخص المرورية مع لجنة البلديات لتكون جاهزة في القريب العاجل”.