مواطن وعدالة
يعيل أبناء ذوي احتياجات… الملا بركات: ترك سري كانيه قسرًا ويحتاج الإعانة في قامشلو
آسو- لورين صبري
“حسبنا الله ونعم الوكيل”، الجملة الوحيدة التي يستطيع أن يوصف بها، إنسان مؤمن مثل “الملا محمد بركات” حالته في ظرف النزوح، والتي وصل لها أهالي سري كانيه / رأس العين، بسبب العدوان التركي على المدينة بشكل خاص، وشمال وشرق سوريا بشكل عام.
“أقوم بإعالة أبناء مقعدين، من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأنا وزوجتي طاعنان في السن، كان أهالي سري كانيه، طوال سنوات يقومون بمساعدتي، لم أشعر أنني احتجت شيء وأنا بينهم، لكن اليوم الحال تغير بسبب نزوحنا القسري”، هذه العبارة التي أدلى بها الملا “محمد بركات” فيما الدموع تنهمر على وجنتيه، التي تشكلت فيها الأخاديد مثل حفر، تشبه حال أهالي المدينة الذين يعانون ويلات الحرب، والنزوح، والتشرد، والتفكير بأمل العودة في ظل ظروف صعبة، ووجود فصائل مدعومة من تركيا، لم تترك حجر على حجر.
الملا بركات إمام جامع “البخاري” بمدينة سري كانيه، من الشخصيات الدينية الصادقة، والمحببة لدى الأهالي هناك، يقول “تركت المدينة قسرًا، هربًا بأسرة بينها كبير بالسن ومقعد وذوي احتياجات، هربنا من فصائل اتخذت الدين حجة للقتل والترويع وبث الخوف”.
الملا بركات يمتلك شخصية وكاريزما محبوبة في مدينة سري كانيه، على حد قول العديد من أهالي المدينة الذين قابلتهم مراسلة شبكة آسو الإخبارية.
زوجة “الملا بركات” مسنة ومريضة تقول “لم أعد استطيع السير على قدمي، أحاول الوصول للحمام لأجل الوضوء والصلاة، فأرى صعوبة في ذلك”.
وعن حال الأبناء تقول الزوجة “فردان من العائلة من ذوي الاحتياجات الخاصة وهما كبيران في السن، يحتاجان لإعانة ومساعدة كثيفة”.
وتقوم الابنة التي تعين العائلة في المنزل، وبمساعدة شقيقيها، وترتيب المنزل كما تعتني بالجميع، تقول “نعيش ظروف صعبة”.
لا يرى “الملا بركات” فرصة في العودة في ظل الظروف التي تمر بها المدينة، يقول بحزن وحسرة مريرة “لقد هجرونا من منازلنا ونهبوا بيوتنا، ألا ترى الدول ماذا يجري؟”، ويضيف “هذه هي المرة الثانية التي ننزح فيها من مدينة سري كانيه، لا مأوىً لنا ولا لعوائلنا، نحن نازحون بسبب الهجوم التركي، فقد تحوّلت المقاعد الدراسية إلى مأوى وكراسي للجلوس، لقد انتهى العلم وضاع العقل والحزم في الشدائد”.
كان “الملا بركات” مرتبطًا بجامع البخاري، يحمل خصال طيبة ومحبة بقلوب جميع مكونات المدينة.
يشتكي الأهالي النازحون، من عدة مدن، من نقص في المساعدات من قبل المنظمات الإنسانية، حيث حجم النزوح كبير داخل مدن الجزيرة.
ويتعرض أهالي سري كانيه، للنزوح القسري للمرة الثانية، كانت الأولى في شهر تشرين الثاني 2012، عندما قامت فصائل المعارضة السورية بدعم من تركيا أيضًا بمهاجمة المدينة آنذاك.
وتتعرض منطقة الجزيرة لعدوان تركي، بدأ بتاريخ 09 تشرين الأول 2019.
*تنويه: لمن يود التواصل مع العائلة يستطيع التواصل مع شبكة آسو الإخبارية