Connect with us

مواطن وعدالة

رغبة العودة لمدينته لا تفارقه ويشتاق مدرسته

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو- لورين صبري

يقف “دلكش” في زاوية الصف المدرسي، يخرج صور له ولرفاقه في المدرسة، وينظر إليها، يقول “كنا جميعًا ندرس سوية في المدرسة، نلتقي كل يوم، الآن أين رفاقي لا أعلم”.

كان “دلكش” ويبلغ من العمر (8 سنوات) من أبناء سري كانيه/ رأس العين ونازح في قامشلو/ القامشلي، يعرف المدرسة مكان للتعليم، ولم يدرك وهو في هذا السن، أن المدرسة من الممكن أن تكون ملجأ للناس الفارين من الحروب.

مئات العائلات من أهالي سري كانيه، فروا من مدينتهم، بعد العدوان التركي بتاريخ 09 تشرين الأول الجاري، باتجاه مدن مختلفة، أناس يقطنون منازل، وأناس منتشرين في المدارس والمآوي، والبعض يفترش أطراف المدن.

لا يزال “دلكش” ملتهي بذكريات الصور، حيث يشاهد صور له ولرفاقه يلعبون في ساحة المدرسة، ولا يدري أن المدرسة تحولت لحطام في القصف.

فجأة تقع عينا “دلكش” على حقيبته المدرسية الزرقاء المركونة في زاوية مهملة من القاعة الصفية، التي أصبحت بمثابة منزلة الصغير، منذ أن نزح من مدينته سري كانيه، وشرع في فتحها ظنًا أنه سيتصفح كتبه ودفاتره المدرسية، ولكن صدمة انتابته وخيبة أمل بأن الكتب والدفاتر والقرطاسية التي اشتراها من مكتبة في مدينته، استبدلت بأدوية الضغط والسكري والصداع المزمن (الشقيقة) والتي وضعتها الأم في عجالة من أمرها، حينما شاهدت طيران الجيش التركي، وسمعت القصف المدفعي قد بدأ باستهداف المدينة، لم ترى آنذاك سوى حقيبة “دلكش” لتفرغها من محتواها من الكتب والدفاتر وتدس كيس الأدوية فيه.

6000 طفل بحسب هيئة التربية والتعليم منذ بدء هجمات الاحتلال على التركي على سري كانيه محرومون من التعليم، وهو عدد كبير، فالأطفال النازحون لا يحصلون على التعليم وهذا يعتبر كارثة، فالتعليم حق أساسي، والقانون الدولي ينصّ على الحق القانوني لجميع الأطفال في الحصول على تعليم ابتدائي مجاني وإلزامي.

في زحمة الحديث، فجأة يقول “دلكش” لشبكة آسو الإخبارية، لقد حفظت برنامجي الاسبوعي “لأن معلمتي كانت كلفتني أن أكتبه دومًا على السبورة وكنت على الدوام متفوقا في المدرسة، واليوم أنا حزين لأننا نعيش في مدرسة، ونشاهد المقاعد بعيوننا والسبورة ولكن لا طلاب ولا معلمين فهي الأن مأوى لنا”.
ويضيف في حديثه “أول يوم وصلت المدرسة دخلت كل الصفوف هنا وتخيلت لبرهة أن هذه مدرستي وستدخل المعلمة للتو وستبدأ بشرح الدروس (..)”.

يصرخ “دلكش” ويقول “أريد أن أعود إلى مدينتي ومدرستي”، لكنها صحيات لا تسمع، فصوت الحرب أقوى من أن يسمع فيه صوت سلام.

يبقى التعليم من الشروط الضرورية لحماية الأطفال في حالات النزوح وقد يمتد ذلك على مرحلة الطفولة بأكملها. كلما طال بقاء الأطفال خارج المدارس، كلما تقلصت فرصهم في إنهاء دراستهم.
في النزاعات يجب أن يكون هناك تحييد لسلامة الأطفال وضمان حقهم في التعليم، لكن ليس في حرب يكون الطرف المعتدي محتلًا!

*الصورة تعبيرية