مواطن وعدالة
النزوح يشتت أسرة ويفرقها: إذا كان ولدي حيا… آمل أن يبحث عني ويجدني
آسو-نوهرين مصطفى
وصل العم “حسين” ذو السبعين عام، وزوجته بعد رحلة نزوح شاقة استغرقت عشرة أيام إلى مركز إيواء بالحسكة مع اثنتين من أقاربهم، غادروا قريتهم “تل ذياب” في ريف سري كانيه /رأس العين على عجل تحت وابل من القذائف التي طالت بلدتهم.
يقول العم حسين، بدأت القذائف تسقط على قريتنا والقرى المجاورة لها منذ 12 يوما، لم نكن نملك المال الكافي لاستئجار سيارة ولم نكن نعلم إلى أين سنذهب، خرجنا مشيًا على الأقدام وانتقلنا بين عدة قرى وكنا نركب مع الكثير من النازحين المتوجهين نحو الحسكة.
تقول زوجة العم “حسين” بغصة حزن وصوت قلق، فقدنا ولدنا… لقد تاه بين الناس ولا نملك أي وسيلة للتواصل معه.
تتابع، “مع بداية القصف هرب كثير من أهالي قريتنا والقرى المجاورة وبين الفوضى والازدحام فقدنا ولدنا البالغ من العمر 15 عامًا وعندما ركبنا مع عدد كبير من النازحين بدأت أبحث عنه ولكنني لم أجده ولأننا لا نحمل هاتف خليوي انقطع التواصل بيننا”.
انفصل الابن عن عائلته وهم بعيدون عن بعضهم ولا يعلمون عنه شيئا منذ خروجهم من قريتهم. تقول الأم بحزن بالغ، “لا أعرف إن كان على قيد الحياة أو أنه مصاب ولا هو يعرف أين نحن”.
وهي واثفة من أن ولدهم إن كان على قيد الحياة فإنه سيبحث عنهم ويجدهم.
لطالما كانت أمنية كل الأمهات هي توقف الحرب وأن يكون أولادهن… فلذات أكبادهن بخير، تقول هذه الأم الحزينة، لم نستطع النوم، أفكر بابني، أين هو؟ ماذا يأكل وكيف ينام؟ هو قلق علينا، ونحن قلفون عليه ومنذ ذلك اليوم ندعو الله فقط أن نلتقي مجددا.
الكثير من العائلات تشردت وتفرق أفرادها أثناء النزوح، وهو هم إضافي لكل عائلة فقدت عزيزا دون أن تعرف ما حل به.