أخبار وتقارير
تُجار منبج يستجيبون لدعوات الإضراب لإلغاء “التجنيد الإلزامي”
استجابت نسبة (متفاوتة) من أهالي مدينة منبج، لدعوات تنفيذ إضراب بتاريخ 5/11/2017 عبر إغلاق المحال في سوق المدينة، دعا إليها ناشطون من أبناء منبج في الخارج والداخل، وذلك احتجاجًا على لقانون “الخدمة الإلزامية” الدفاع الذاتي، المصدق عليه من قبل “المجلس التشريعي” في منبج.
وكان ناشطون من أبناء منبج موزعون خارج البلاد، ودول إقليمية كتركيا، ومناطق سيطرة درع الفرات، ومن داخل المدينة، دعوا إلى تنفيذ إضرابات في المدينة لرفض التجنيد الإلزامي، تزامنت مع سجالات بين إدارة المدينة المدنية والعسكرية بخصوص القانون.
وجاءت الدعوات بعد نقاشات وأنباء عن احتجاجات ظهرت بريف منبج ورفض داخل المدينة على قانون التجنيد الإجباري.
ويخضع الشباب من مواليد 1987 لخدمة التجنيد الإلزامي في المناطق الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية الديمقراطية” ضمن تسمية “واجب الدفاع الذاتي”.
وتعتبر منبج المدينة الأولى التي بدأت تشهد حراكًا بهذا الاتجاه، ويعود هذا لخلافات جرت ضمن جلسات نقاش القانون الذي أقر واجب الدفاع الذاتي الخميس الماضي 2 تشرين الثاني 2017، حيث شهد سجالات وأصوات معترضة من وجهاء في المدينة، لكن لم ينتج عنها حل بين الطرفين.
ويقول أهالٍ إن التجنيد الإجباري يزيد من هجرة الشباب لخارج البلاد، ومؤخرًا بدأت تشهد منبج هجرة شبابها لمناطق أخرى في الشمال السوري، ويعيد الأهالي سبب ذلك إلى التجنيد الإجباري.
لكن كعادة الصراعات التي تشهدها الساحة السورية، شهد الواقع تجاذبات بين معارضين ومؤيدين لن تكون عواقبها إيجابية بحق الناس، بل شكلت تهديدًا على حياة الناس. فقد أفاد مصدر من داخل منبج أن المحال التي شاركت في الإضراب تم تعليمها بإشارة الـ (x) من قبل قوات الأمن الداخلي في منبج. بالمقابل قام أشخاص بالتنقل على الدراجات النارية وقاموا بتسجيل أسماء المحال التي لم تلتزم بالإضراب “ذلك تنفيذًا لتهديدات كانت أطلقت لكل من لا يقوم بالتقييد بالإضراب”، الأمر الذي يشكل تهديدًا حقيقيًا على حياة المواطنين ممن شاركوا أو رفضوا المشاركة، ليكونوا ضحية الاختلافات السياسية والعسكرية.
وبدأ صباح اليوم الاحتجاج عبر الإضراب في نقاط مختلفة بالمدينة، حيث شهد حيي طريق الجزيرة وطريق حلب إغلاق للمحال بين الساعة الثامنة والنصف والعاشرة والنصف، فحي طريق الجزيرة شهد إغلاق للمحال من شارع برادات الحاتم حتى الدوار الأول (ولم يخلُ من وجود محال مفتوحة لم تشارك في الإضراب)، في حين شهد حي طريق الجزيرة افتتاح محال الأجبان وبعض الصيدليات، فيما منطقة السرايا لم تشهد إغلاق للمحال.
وقالت مصادر من داخل المدينة تواصل فريق التحرير في إدارة شبكة آسو معها، إن المحال المتواجدة في حي طريق جرابلس تم افتتاحها بالقوة من قبل قوى الأمن بعد إغلاقها بعد انتهاء صلاة الظهر، فيما محال أخرى بقيت مغلقة مثل محال شارع النورس في المدينة، كما أن السوق المغطى (وهو سوق مركزي في المدينة) كان يتواجد فيها أعداد من الناس، مع انتشار أمني كثيف.
أهالي من داخل المدينة أفادوا أن قوات (مقنعة الوجه) قامت بإغلاق منافذ الأحياء، وبالأخص شارع طريق جرابلس.
فيما نشرت صفحات من منبج، ومسؤولون عسكريون فيديوهات وصور تظهر الحياة الطبيعية في منبج حيث الأسواق تعمل وهي غير مغلقة. وشكك أحد الأهالي إن الصور التي تم نشرها وتداولها الناشطون في الصباح الباكر على إنها إضراب “تم تصويرها في الصباح الباكر قبل افتتاح المحال”. فيما أضاف مصدر عسكري إن بعض الصور تم تصويرها في أحياء فرعية “هذه الأحياء عادة المحال مغلقة بداخلها”.
الإضراب جاء بدعوات أُطلقت عليها (لا للتجنيد الإجباري في منبج) قام بها ناشطون من خارج وداخل المدينة، شارك في ترويجه ناشطون معارضون لتواجد الإدارة الحالية في منبج وهم معارضون غالبيتهم يعيش في تركيا ومناطق سيطرة فصائل درع الفرات ودول أخرى، كما تضامن معه ناشطون موالون للنظام السوري، جميعهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن صفحات نشرت بوسترات تدعو الأهالي للإضراب وأغلاق المحال وكتبت في البوسترات “إلي رح يفتح رح يتم حرق محلو بالليل أو يتم اغتيالو”.
بعد افتتاح المحال المغلقة من قبل قوات الأمن في المدينة، قامت تلك القوات بتصوير السوق حيث أظهر المحال وهي تعمل وخاصة في أحياء جرابلس وجانب مفرق رياض الكومجي.
وتشهد الصورة القادمة من منبج عدم الوضوح، لكثرة الأنباء المتضاربة، وتحولها إلى صراع بين القوى المختلفة.
ناشطون محايدون أظهروا الانزعاج من الفجوة المجتمعية، والتضاد المسؤول عن عدم الحصول على المعلومة الصحيحة. قال ناشط محايد إن الحقيقة في منبج وغيرها غُيبت بين توجهات “ناشطون في الثورة، وناشطون موالون للنظام السوري، وناشطون موالون للإدارة الحالية في منبج، فيما يبقى صوت الناس وحرية اختيارهم والرغبة عن مكنونهم واقعة في حيرة التضادات الحاصلة في الشارع السوري”.
نسبة المشاركة في الإضراب في سوق منبج:
طريق الجزيرة غالبية المحال استجابت للدعوات.
طريق حلب غالبية المحال استجابت للدعوات.
السوق الرئيسي نسبة قليلة من المحال استجابت للدعوات
ساحة السرايا وهي قريبة من مركز المدينة جميع المحال مفتوحة لم تستجب للدعوات
حي الحزاونة نسبة كبيرة من المحال استجابت للدعوات
غالبية محال الألبان والأجبان والصيدليات لم تغلق، إضافة لبعض المحال التجارية كالسمانة والدخان.