Connect with us

أخبار وتقارير

بحكم الصداقة… يتقربون من عفريني بدعوى مساعدته ولكن هدفهم كان أخبث

نشر

قبل

-
حجم الخط:

تكاد لا تخلو حياة السكان الكرد في مدينة عفرين منذ أربعة أعوام مضت من عمليات الاختطاف والاعتقال والاستيلاء على أملاكهم وطردهم من منازلهم بالقوة تحت تهديد السلاح، بغية الاستيلاء عليها من قبل المسلحين الموالين لتركيا والانتفاع منها لصالحهم.

وتواصلت شبكة آسو الإخبارية مع أحد هؤلاء السكان ممن تعرضوا للاختطاف والاستيلاء على منزله، ونجح بالهروب من عفرين حفاظًا على حياته وحياة عائلته مفضلًا عدم الكشف عن هويته تخوفًا من تعرض ذوييه للمضايقات من قبل مسلحي الفصائل المسلحة.

يسرد المتحدث، عما تعرض له على يد جماعة مسلحة تتبع لأحد فصائل الجيش الوطني قائلًا، عقب الحرب على مدينة عفرين وتمكن تركيا والجيش الوطني من السيطرة على كامل المدينة قررت أنا وعائلتي العودة لبيتنا في المدينة والتخلص من الظروف القاسية التي تعرضنا لها بعد خروجنا من بيتنا نتيجة المعارك، وعدنا إلى منزلنا وعدت للعمل وكانت الأمور تسير على خير ما يرام، وكان لدي بعض الأصدقاء من خارج عفرين، بحكم عملي ولم أكن أعلم أنهم قد انضموا لإحدى فصائل الجيش الوطني، بل ادعوا حينها أنهم قدموا لمدينة عفرين هربًا من ملاحقة النظام السوري لهم وليس لهم علاقة بالمسلحين.

وتابع، منذ ذلك الوقت كانوا يزوروني بشكل شبه يومي سواء أكان في مكان عملي أو في منزلي وقدموا لي بعض المساعدات حتى أتمكن من العودة للعمل مجددًا كما في السابق، مدعين بأنهم يفعلون كل هذا بحكم معرفتنا القديمة، ولكن ولم أكن أعلم حينها بأنهم كانوا يخططون كل تلك الخطط بهدف الاستيلاء على منزلي ومحلي.

وأضاف، تزوجت قبل الحرب على مدينة عفرين وحينها اشترى لي والدي منزلًا في عفرين المدينة، وقمت بإكساء المنزل بشكل كامل من جميع مستلزمات الأثاث، ولكن لم أكن أعرف بأن أولئك الذين ادعوا بأنهم أصدقائي يترددن لزيارتي في المنزل لأعلم لاحقًا بأنهم كانوا يسجلون لديهم كامل محتويات منزلي تمهيدًا للاستيلاء عليه بعد تخططيهم بخطفي وطلب فدية مالية من والدي.

وفي أحد الأيام قدموا إلى منزلي وطلبوا مني مرافقتهم في زيارة لأحد المعارف المشتركين بيننا بحجة أنه مريض ويجب علينا زيارته، ولكن لم أعرف أنها كانت خدعة منهم وأنني سوف أتعرض لما تعرضت له بعد خروجي معهم، وفي الطريق وبعد ابتعادنا عن المدينة قاموا بوضع كيس أسود على رأسي وتهديدي في حال قيامي بأي حركة بقتلي… هنا أيقنت بأنني تعرضت للاختطاف.

عقب ذلك قاموا بنقلي إلى جهة مجهولة في مكان غريب لم أكن أعلم إن كنت ضمن عفرين أو قاموا بنقلي لمكان أخر وهنا بدأت أصعب اللحظات في حياتي وتلقيت كافة أصناف التعذيب الجسدي والنفسي، والتهديد بقتل عائلني، أثناء فترة اختطافي، وكل ذلك بدعوى الحصول على المال، حيث قام الخاطفون بطلب فدية مالية قدرها 20 ألف دولار من عائلتي مقابل الافراج عني أو سوف بقتلوني، وبعد مرور عشرين يوم على اختطافي لم يتمكن والدي من تأمين المبلغ المطلوب حيث كان يفوق قدرتنا المادية، فتأكدت بأن مصيري سيكون القتل.

وتابع سرد قصته قائلًا، عندما تأكدت بأن مصيري سيكون القتل أصبحت أحاول الهرب من قبضتهم، ونجحت في ذلك بعد أن اتفقت مع أحد الحراس على منحه مبلغ من المال له فقط مقابل تهريبي، فهم يريدون المال ومستعدون لبيع بعضهم البعض مقابل الحصول عليه، وفعلًا هربت ونفذت اتفاقي مع الشخص الذي هربني.

بعد الهروب من السجن اضطررت للهجرة من مدينة عفرين للحفاظ على حياتي وحياة عائلتي، حيث كان المسلحون قد هددوني خلال فترة اختطافي بأنهم سيقومون بخطف زوجتي وابني الصغير في حال لم يتم دفع الفدية المالية المطلوبة.

بعد هروبنا من مدينة عفرين أصبح للمسلحين حجة قوية للاستيلاء على منزلي فقاموا بطرد والدي المسن منه ومصادرة كافة أثاث ومحتويات المنزل وسرقته ولفقوا لي تهمة الانضمام لصفوف وحدات حماية الشعب وأن منزلي هو من غنائم الحرب.

بداية قاموا بتحويل منزلي لمقر أمني يتبع لأحد الفصائل المسلحة ومركز استجواب وتحقيق لسكان عفرين المعتقلين لديهم وبعد مرور فترة من الزمن قام أحد المسلحين ببيع البيت لأحد عوائل المستوطنين الذين لا يزالون يقطنون إلى يومنا هذا في منزلي.

وفي نهاية حديثه قال إن أكثر ما يؤلمني هو والدي الكفيف الذي حاول مرارًا وتكرارًا استعادة منزلي حيث كان يذهب في كل صباح لتفقد المنزل إلا أن المسلحين لم يسمحوا له حتى بدخول المنزل وكان يجلس لساعات على درج المنزل يبكي قهرًا على ما جرى لي ولعائلتي وعلى منزلي الذي قدمه لي كهدية لزفافي فكل أحلام والدي اندثرت أمامه.

قصة هذا الشاب تشبه قصص الآلاف من سكان عفرين الذين يعانون من بطش مسلحي الجيش الوطني والذين رفضوا الخضوع لهم وتركوا مدينتهم وأحبائهم وكل ما يملكون فقط للنجاة بحياتهم.