Connect with us

مدونة آسو

حين ينتظر قلب في النافذة، قلب يومض أكثر من القمر… قراءة في ديوان “صلوات الأشجار” للشاعرة سامية إبراهيم

نشر

قبل

-
حجم الخط:

أفين علو

“صلوات الأشجار” هو الديوان الشعري الجديد للشاعرة الكردية السورية سامية إبراهيم، الذي صدر عن اتحاد مثقفي روج آفايي كردستان.

يتميز الديوان بلغة شعرية غنية وجميلة، حيث تستخدم الشاعرة الصور والتشبيهات بشكل فعّال لخلق مشاهد حية تنبض بالمشاعر الإنسانية العميقة، وخاصة تلك المتعلقة بروح الشاعرة وقلبها ووجدانها.

في هذه المجموعة، نجد أن الشاعرة تبرز مشاعرها بصدق وشفافية، مستعينة بخيالها الثري وإنسانيتها المضيئة. عبر قصائدها، تنقل لنا سامية إبراهيم صوراً مؤلمة تعكس تجارب الحياة القاسية، فتُبرز الشاعرة تفاصيل يومية مليئة بالحنين والألم والحب.

من خلال قراءة ديوان “صلوات الأشجار”، يمكن ملاحظة كيفية تعبير الشاعرة عن مشاعرها العميقة تجاه فقدان أشخاص أو أشياء غالية عليها. فهي تدرك جيداً أن هذه الأشياء لن تعود، وهذا الفقدان ينعكس في أسلوبها الشعري الذي يتسم بالحزن والتأمل العميق.
تقول في إحدى القصائد:

“حين تبكي الشجرة العجوز
على صوت الريح
وأنينها
يفيق الحزن المختبئ المخمور
النائم في صرر الأيام المحبوكة بأيادي الأمهات
يمد أذرعه في الضلوع
هكذا بخفّة وسرّية
كما الريح ذاتها
ويعلو القسمات
لتتسربل بتقاسيم الفقد
ونواصي الزمن المرة
هكذا
حين تبكي الشجرة العجوز أمي.”

يتجلى الشعور القوي بالترابط بين الشاعرة والأشجار التي تصفها، وكأنها بشر تشاركها حياتها وأحزانها. هذه الأشجار تمثل الأشخاص الذين فقدتهم الشاعرة، أو ربما أولئك الذين تأمل في لقائهم.

تتسم لغة سامية إبراهيم بالسلاسة والعذوبة، حيث تستخدم كلمات بسيطة لتوصيل مشاعر عميقة ومعقدة. من خلال استعاراتها وصورها الشعرية، تنجح الشاعرة في إضفاء عمق ودلالة إضافية على المشهد الشعري، مما يشعل في القارئ رغبة في العودة إلى ذكريات وأماكن وأوقات مضت.

“صلوات الأشجار” هو ديوان شعري ينبض بالحياة والحنين والحب. إنه رحلة عبر مشاعر الشاعرة وتجاربها، حيث تأخذ القارئ معها ليشاركها في صلواتها للأشجار والأمل والحب والانتظار.

هذا الديوان يمثل إضافة قيمة للأدب الشعري السوري، ويعكس قدرة الشاعرة على تحويل المشاعر الإنسانية العميقة إلى صور شعرية معبرة، تترك أثراً في نفس القارئ، وتضعه أمام فسحةٍ للتأمل.