محليات
صناعة دبس الرمان في منبج: تراث وإنتاج اقتصادي بأيدي نساء المدينة
تنتظر النساء في منبج حلول بداية الشتاء، وشهري تشرين الأول والثاني، موسم صناعة “دبس الرمان”، الذي باتت تشتهر به المدينة وريفها، حيث تنتشر مزارع وبساتين زراعة الرمان بشكل واسع، وعلى وجه الخصوص قرية الياسطي شمالي شرق منبج، التي باتت تعرف بزراعة الرمان.
وتقول فوزية المحمد وهي سيدة من منبج، إن صناعة دبس الرمان باتت تدر بالدخل على العديد من الأسر في المدينة.
ويرعى عملية صناعة دبس الرمان، النساء، على وجه التحديد، حيث يستخدم دبس الرمان في العديد من الاستخدامات وعلى وجه الخصوص وجبات الطعام، حتى انتشر دبس الرمان من قبل السوريين في مجتمعات ودول مختلفة نزح السوريين اليها.
فوزية 60 عام، تتحدث أنها اتقنت صناعة دبس الرمان من والدتها فتقول “كنت أساعد والدتي حتى اتقنت صناعة دبس الرمان، الذي شجعني ودفعني هو رغبتي بالعمل والإنتاج، لا يمكنني الجلوس بدون عمل، وهذا ما جعلني اتقن صناعة دبس الرمان منذ كان عمري 10 سنوات”.
فوزية ترى أن سعادتها في العمل تكمن في أنها منتجة، وقادرة على اعالة اسرتها دون أن تمد يدها للأخرين “لقد استمريت في العمل ذاته حتى بعد الزواج، وعملت لتوفير دخل لأسرتي الصغيرة، ومساعدة زوجي في إعالة الأسرة وتأمين متطلباتها”.
لم يتوقف عمل فوزية عند صناعة دبس الرمان فقط، اليوم بعد أن جعلت بناتها يتقنون صناعة دبس الرمان، تقوم فوزية وبناتها، بعمل كافة أنواع المؤنة التي يستخدمها السوريون في منازلهم، وعن صناعة دبس الرمان بالتحديد تقول إن صناعتها تبدأ في شهر تشرين الأول، خلال نضوج الرمان ويستمر بالعمل بشكل يومي حتى نهاية الموسم.
وتضيف “نقوم كل يوم أو يومين بجلب كمية من الرمان تتراوح بين 100 إلى 150 كيلوغرام، نقوم بإخراج الحبات من الثمرة، ثم عصرها، بعد ذلك يتم تسخين العصير على النار لأكثر من ثمان ساعات، بعد ذلك يتم وضع القدر على النار منذ الساعة الخامسة صباحًا وتستمر فوزية في غلي عصير الرمان بنحو 10 ساعات تقريبًا قم تنتهي من عملها بين الساعة الثانية والثالثة عصرًا.
اذن يتطلب غلي الرمان لوحده نحو 10 ساعات من العمل، ترى فوزية أن صناعة دبس الرمان متعبة ولكن بالنهاية هي مصدر رزق، وتقول في النهاية الناس ترغب بدبس رمان يكون صناعة منزلية أكثر من المعلب في الأسواق.
تتعامل فوزية مع زبائنها منذ أكثر من 20 عام، تقول دوما أقوم بتلبية احتياجات الزبائن ولا أردهم خائبين، أعمل بجهد كي استطيع كسب الرزق الذي يعيل عائلتي ويرضي الناس عني.
لا يوجد صناعة دون جهد وتعب، وهذا ما تفسره فوزية في حديثها إن أهم المراحل الصعبة في صناعة دبس الرمان هي أنها تأخذ ساعات طويلة من الجهد والعمل، حيث يتم صناعتها علىنار الحطب الممل والمتعب، ويستوجب ذلك مراقبة النار طوال الوقت، “لا يمكنني أن أغفل عيني عن النار وإلا ربما نخسر الوجبة كاملة”.
تقول فوزية أن زبائنها أغلبهم من أهالي منبج، وبينهم مرضى بأمراض مثل السكري، لذا تقول إنها تهتم كثيرًا بنظافة عملها واتقانه لتمنح المجتمع مادة جيدة وصحية.
ويقدر سعر الكيلوغرام الواحد من الرمان في منبج بـ 2500 ليرة سورية، بينما يقدر سعر الكيلوغرام الواحد من دبس الرمان ب 10 الاف ليرة سورية.